بنفس راضية بقضاء الله وقدره، ننعي إلى الأمة الإسلامية الشيخ الجليل والداعية الكبير: الشيخ نادر النوري، أحد رجالات الكويت المشهود لهم بالفضل والبذل والعطاء، ممن أفنوا حياتهم في خدمة الإسلام والمسلمين، وسخروا طاقاتهم وجهودهم لرفع المعاناة عن المنكوبين وإغاثة الملهوفين.
عاش الشيخ رحمة الله حياة مليئة بالعطاء والبذل وعمل الخير؛ فامتد عطاؤه في مختلف قارات العالم، وساهم رحمه الله بشكل فعال في إنشاء العديد من اللجان الخيرية في الكويت وخارجها، وكان عضوا مؤسسا في الهيئة الخيرية العالمية، وفي مجلس إدارتها.
وكنت ترى جهده وتلمس عطاءه، أينما وجدت حاجة لأخوانه المسلمين، فكان كالغيث المبارك ينفع أينما نزل، كما كان نموذجا للمروءة والزهد والربانية والوسطية واﻻعتدال.
وكانت له مكانة مميزة في القلوب؛ لأسلوبه المميز، ودماثة خلقه، ودعوته الربانية الخالصة، ومنهجه الوسطي؛ فأحبه الناس وأحبهم، واقتربوا منه واقترب منهم.
وأنا أتقدم بأحر التعازي لدولة الكويت الشقيقة: أميرا، وشعبا، ومؤسسات خيرية، وعلى رأسها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بدولة الكويت، التي كان الفقيد رحمه الله أحد مؤسسيها.
كما أتقدم بعزائي الخالص إلى أسرته وأبنائه وأحبائه، الذين أدعو الله لهم أن يلهمهم الصبر ويجزل لهم الأجر، ويرحم فقيدهم، ويجعلهم خير خلف له في كل ما قام به من خير.
رحم الله الشيخ الرباني نادر النوري وحشره في زمرة الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أؤلئك رفيقا.
د. يوسف القرضاوي