محمد عبد القدوس

أراه بحق إمام عصره، ومن أعظم من أنجبتهم أمتنا من العلماء في القرن الرابع عشر الهجري أو العشرين الميلادي، طالب نجيب بمدرسة الإخوان المسلمين التي قام بتأسيسها الشهيد حسن البنا وقد تأثر شيخنا كثيراً بالشيخ محمد الغزالي - رحمه الله - فهو مثله خطيب وكاتب وداعية ومؤلف..

وبلغ عدد مؤلفاته حتي هذه اللحظة مائتي كتاب أو يزيد، ولا أظن أن أحداً ينافسه في كثرة كتبه، وأراه ينتمي إلي التيار الذي يدعو إلي الوسطية والاعتدال بعيداً عن التشدد والغلو من ناحية، والعلمانية التي تطالب بفصل الدين عن الدولة من جهة أخري.

وأول مؤلف وضعه أثار ضجة كبري وهو كتاب «الحلال والحرام في الإسلام» وأظن أن حضرتك بذكائك وفطنتك قد عرفته.. إنه فضيلة الشيخ الإمام الدكتور يوسف القرضاوي أطال الله في عمره المديد بإذن الله، وقد احتفل أول أمس بعيد ميلاده رقم 85، فهو من مواليد 9 سبتمبر سنة 1926، ونظراً لمكانته الخاصة في قلوب أبناء مصر، بل والأمة الإسلامية كلها اختارته الثورة المصرية لإلقاء أول خطبة جمعة بعد نجاح ثورتنا العظيمة بميدان التحرير، فأثار هذا الأمر انزعاج المتطرفين من العلمانيين في بلادنا، وكذلك بني إسرائيل الذين وضعوا أياديهم علي قلوبهم خوفاً من أن تكون الثورة قد اختطفها الإسلاميون علي حد تعبيرهم.

وفي يقيني أن اختيار شيخنا الجليل لجمعة التحرير «ضربة معلم» لأبناء الثورة وتكشف عن هوية ثورتنا التي تعبر عن ضمير الملايين، فالثورة مدنية بمرجعية إسلامية، وهذا يثير حنق الأعداء من مختلف الاتجاهات فهم «سمك لبن تمر هندي»!!

تري من بينهم أهل التشدد من الإسلاميين الذين يتطلعون إلي دولة دينية، والمتطرفين من الأقباط، وغريب جداً أن يجتمع هذا وذاك في خندق واحد، ومعهم أنصار العلمانية الذين يطالبون بفصل الدين عن الدولة!، وبني إسرائيل الذين أعلنوا دون خجل خشيتهم من أي تأثير إسلامي علي الثورة!! والعم سام الأمريكي الذي يريد أن يري في مصر ديمقراطية علي الطراز الغربي، وكل هؤلاء اجتمعوا ضد الشيخ القرضاوي، الذي يعبر بحق عن ضمير الثورة المصرية، وفي عيد ميلاده أقول له نيابة عن الملايين «كل سنة وأنت طيب».

-----

- عن بوابة الوفد الإليكترونية،11/9/2011م.