د. يوسف القرضاوي
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبتوفيقه تتحقق المقاصد والغايات، والصلاة والسلام على من أرسله ربه رحمة للعالمين، وحجة على الناس أجمعين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
(أما بعد)
فهذا هو العدد الرابع من مجلة مركز بحوث السنة والسيرة، يصدر بفضل الله تعالى، حافلا بعدد من البحوث المتنوعة، التي تدور حول خدمة السنة المشرفة والسيرة النبوية المطهرة، على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
ومما نحمد الله تعالى عليه، أن يصدر هذا العدد بعد أن عقد المركز ندوته العلمية العالمية الناجحة، التي اشترك فيها عدد من علماء الحديث وعلوم الشريعة، وآخر من خبراء الحاسوب (الكومبيوتر) المهتمين باستعماله في خدمة الحديث الشريف.
وكان موضوع الندوة (نحو موسوعة شاملة للحديث النبوي) وقد شملها صاحب السمو أمير البلاد المفدى الرئيس الأعلى للجامعة –حفظه الله- برعايته، كما تفضل باستقبال الأعضاء المدعوين، ومعهما مدير الجامعة، ومدير المركز، وكان اللقاء طيبا ومثمرا ومجددا ومؤكدا للثقة بالمركز وطموحاته.
وقد استمرت الندوة أربعة أيام، كانت في غاية الخصوبة والإفادة، انتهت فيها –بعد حوار علمي بناء، وجلسات صباحية ومسائية متتابعة، ولجان متنوعة متخصصة- إلى مجموعة من التوصيات والمقترحات العلمية، استراح إليها كل المشاركين، ونوَّهت بها كل الجهات المعنية بخدمة السنة النبوية، وأبرزها مشروع اتحاد مراكز خدمة السنة والسيرة.
ويستطيع القارئ الكريم، أن يقرأ في هذا العدد البيان الختامي للندوة، ليلمس حقيقة ما أقول.
كل ما نرجوه أن يحقق الله الأمل، وتغدو توصيات الندوة حقيقة واقعة، وتتحد جهود العاملين في هذا الحق المبارك من حقول خدمة الإسلام، عسى أن يبرز بهذا التعاون ذلك المشروع الكبير المرجو، وهو ديوان السنة النبوية، ثم موسوعة الصحاح والحسان، التي هي الزبدة من وراء هذا العمل الكبير.
أرجو الله أن يوفق العاملين في هذا الميدان إلى التنسيق والتعاون، والعمل على مستوى الإسلام الذي نؤمن به، والعصر الذي نعيش فيه، وأن يجعل يومنا خيرا من أمسنا، وغدنا خيرا من يومنا، اللهم آمين.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
رئيس تحرير المجلة
ومدير مركز بحوث السنة والسيرة
أ.د يوسف القرضاوي
(1409هـ - 1989م)