وصفي عاشور أبو زيد
مقدمة كتاب "القرضاوي الإمام الثائر.. دراسة تحليلية أصولية في معالـم اجتهـاده للثورة المصرية":

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين، وآله وصحبه الغر المحجلين، ومن تبع هديهم، وسار على دربهم، واقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد،،

فإن الحديث عن ثورة مصر 25 يناير 2011م الموافق 21 صفر 1432هـ أمر جلل، لا تدري معه من أي الجوانب تبدأ، وعلى أي الأحداث تعلق، وفي أي النواحي تنظر؛ ذلك.. أنه حدث كبير وجليل، وذو تأثير واسع؛ شمل أنحاء مصر، وامتد ليشمل المنطقة العربية، بل امتدت آثاره وتأثيره إلى العالم كله.

فإذا انضاف إلى ذلك أنك ستكتب عن الثورة وعن إمام كبير هو شيخنا العلامة د. يوسف القرضاوي، وإبراز دوره في الثورة، تبين لك مدى وعورة المسلك وصعوبة ارتياده، لكن معايشة الثورة المباركة، والسير على المنهجية التي ارتضاها الشيخ الإمام يسَّرت العسير، وذللت الصعاب، وأسعفت في الإنجاز في وقت قياسي، وعون الله وتوفيقه من قبل ومن بعد:

إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده

والواقع أنني وجدت نفسي في بحرين لا ساحل لهما، بحر الثورة المتلاطم الأمواج والمتنوع الجوانب، وبحر الشيخ الواسع الذي كدت أن أغرق فيه فلا أتبين معالمه أو جوانبه وآفاقه.

والشيخ الإمام القرضاوي كُتب عنه كثيرًا، ومن نواحٍ عدة؛ كتب عنه: فقيهًا، وأصوليًّا، وداعيةً، ومفتيًا، ومجددًا، ومربيًا، ومؤرخًا، وشاعرًا، ومفكرًا، ومفسرا، وغير ذلك، لكنه لم يُكتب عنه ثائرًا، أو مجاهدًا، وربْط هذا الجهاد وتلك الثورية بمنهجه الراشد الذي ارتضاه في الاجتهاد تأصيلاً وتفعيلاً وتشغيلاً وتنزيلاً.

والشيخ المجاهد وقف في وجه الطغيان منذ القدم، فهو أحد خريجي مدرسة "يوسف" عليه السلام ـ ولا غرو أن يكون اسمه يوسف ـ فقد عانى من السجون وعذاباتها منذ عام 1949م في عهد الملكية، ثم دخل عهد الجمهورية فلم ينجُ منها في فترة الخمسينيات والستينيات، فسجن مرتين في عام 1954م، ثم مرة عام 1962م، وكانت الأخيرة حبسًا انفراديًّا، وكان مجموع أيام سجنه نحوًا من ثلاث سنوات.

إننا حين نتحدث عن القرضاوي ـ ولد 9/9/1926م الموافق غرة ربيع الأول 1345هـ ـ فلا نتحدث عن فرد أو شخص فقط، وإنما نتحدث عن تاريخ أمة شهدت فتراتِ حكم ثلاثةً، فترةً كانت البلاد العربية فيها ـ ومنها مصر ـ واقعة تحت استلاب حضاري واستعمار غربي، ثم فترةَ الحكم الفردي التي كانت نتيجة التحرر من الاستعمار العسكري فقط دون تحرر إرادة الأمم من أي آثار له، فحُكمت البلاد العربية ـ في مجملها ـ بالحديد والنار، ثم أبقى الله تعالى الشيخ الإمام ليرى فترةَ ثوراتِ الشعوب على حكامها وأنظمتها، ويسجل فيها موقفًا واضحًا، وهي ثورات حقيقية من شأنها أن تتحرر معها البلاد من كل احتلال، خارجي أو داخلي، بخلاف الثورات التي تصدَّر فيها العسكر فكان حكمهم عسكريًّا..!

كما عايش القرضاوي فترة حرب فلسطين، ورأى كتائب الجهاد المتطوعة لأجلها، ونشأ في حضن جماعة الإخوان المسلمين التي قدمت تضحياتٍ غاليةً ـ من علمائها الأخيار ودعاتها الأبرار؛ فضلا عن مؤسسها ـ ثمنًا للحرية والتحرر والوقوف أمام الطغاة، وعايش علماء ومفكرين ثائرين على الظلم ورافضين للاستبداد، على رأسهم الداعية الكبير المجدد الشيخ محمد الغزالي ـ رضي الله عنه ـ وقد كان للعلماء والدعاة دور يذكر فيشكر في كل هذه المشاهد، وأثناء هذا التاريخ.

عاش القرضاوي ثائرًا على الظلم والظالمين، كارهًا للقهر والكبت والاستبداد، وهذا هو الموقف الطبيعي لأي مسلم؛ فضلا عن العلماء العاملين والدعاة الصادقين الربانيين؛ حتى في عهد مبارك كان يُستقبل في العالم كله بحفاوة بالغة، في قاعة كبار الزوار، ويستقبل استقبالا رسميًّا من الرؤساء والزعماء والوزراء والقادة، لكنه في مصر يستقبل استقبالاً لا يليق بسنه؛ فضلا عن علمه ومكانته الرمزية والعلمية والعملية في العالم؛ فيظل في المطار أربع ساعات وخمس ساعات؛ تحقيقاتٍ وأسئلةً وأجوبة، حتى منَّ الله عليه ـ وعلينا ـ وأقر عينه ـ وعيننا بل عيون الأمة في المشارق والمغارب ـ بزوال هذا العهد القمعي الذي حكم مصر ما يزيد على الستين سنة، كانت كلها سنين عجافًا، ذاق فيها الناس طعم الخوف والجوع، وعانوا معها قتلاً في الأنفس، ونقصًا ـ بل نهبًا ـ في الأموال والثمرات إلا من رحم الله.

إن معايشة القرضاوي هذه العصور، ونشأته في هذه الأحداث، وبهذه الكيفية، ولَّد لديه كراهية للظلم والاستبداد، ومثَّل هذا كله رافدًا قويًّا ـ أو بالأحرى روافد ـ شكَّلتْ ـ مع أبعاد أخرى ـ طبيعة تعامله مع الثورات المعاصرة.

ولقد برزت ثورية الشيخ ووقوفه في وجه الطغاة والاستبداد في موقفه من ثورة مصر ـ وكذلك تونس من قبلها، وليبيا من بعدها ـ كما لم تبرز وتظهر من قبل، وقد مكنه من ذلك المرجعيةُ التي يمثلها؛ علمًا ومكانة ورمزية في العالم، ووسائلُ الإعلام التي عززت من هذه المرجعية، بالإضافة إلى تاريخ مشحون بكراهية الظلم ومعاناة القهر والاستبداد.

لقد بلغ من فرط اهتمام الشيخ بثورة مصر أنه كان يواليها بالخطاب والخطب والكلمات والبيانات ـ كما تُبين ذلك تواريخُ الملاحق في آخر الكتاب ـ بل كان يتابع أحداثها لحظة بلحظة ـ وهذا للأمانة كان شأن العالم كله؛ فضلا عن المصريين بله العلماء والدعاة ـ وكان لا يتحدث حديثًا خاصًّا أو عامًّا إلا تكلم فيه عن الثورة.

حتى إنه في الملتقى العلمي الثاني لتلاميذ القرضاوي ـ 1-8 ربيع أول 1423هـ/ 4-10 فبراير 2011م ـ لم يترك جلسة من الجلسات، في بدء أو ختام، أو في تعقيب أو توضيح، أو حتى على طعام أو شراب إلا تحدث عن الثورة، وتطوراتها، وأخلاقها، وشرفها؛ تشعر في حديثه بالحرقة، وفي لهجته بالصدق، وفي مشاعره باللهفة على إخوانه وأبنائه وأحفاده هناك، فكانت الثورة تظلل حياته كلها؛ أحاديثَ خاصةً وعامة، وخطبًا ومحاضراتٍ، وبيانات وتصريحات، حتى استغرقت حياته كلها؛ ليلا ونهارًا وسرًّا وجهارًا.

إن الدور الذي قام به القرضاوي في دعم ثورة مصر يستحق أن نتوقف أمامه؛ نظرًا لعظم هذا الدور، ورسوخ خطابه الشرعي، وتميز منهجه الذي ارتضاه، وآثار هذا الخطاب وتأثيره داخليًّا وخارجيًّا، ومن أجل هذا كان إعداد هذا الكتاب.

محتويات الكتاب:

واقتضت طبيعته أن يكون في مقدمة وأربعة فصول وملاحق:

أما المقدمة فقد تحدثت عن أهمية الموضوع، وخلفيته التاريخية، ومحتويات الكتاب.

وأما المدخل: فقد شمل حديثًا عن معالم الثورة والشيخ الإمام احتوى على العناوين التالية:

ثورة أذهلت العالم، وثورة ربانية، وثورة قدوة ومعلِّمة، وثورة أخلاقية سلوكية حضارية، وثورة وطنية شعبية حقيقية، وثورة من أجل المقاصد الإنسانية، وثورة أظهرت القدرة على التجديد والإبداع، وثورة حصاد عقود وإن أطلق شرارتها الشباب، وثورة ميزت مواقف الحكومات والعلماء، وموقع القرضاوي على خارطة العلماء والدعاة، ولماذا القرضاوي دون غيره، ولماذا القرضاوي وثورة مصر دون غيرها من الثورات.

وأما الفصل الأول، فقد تحدث عن: المنطلقات الشرعية لخطاب القرضاوي في الثورة، وشملت عشرة منطلقات، هي: المنطلق الأول: نصوص القرآن والسنة. والمنطلق الثاني: الوعي بالسنن الجارية. والمنطلق الثالث: الوعي بفقه الواقع والإحساس به. والمنطلق الرابع: رعاية فقه المقاصد. والمنطلق الخامس: رعاية فقه المآلات. والمنطلق السادس: رعاية فقه الموازنات. والمنطلق السابع: التشاور مع أهل الذكر. والمنطلق الثامن: استلهام دروس التاريخ ودور العلماء الربانيين. والمنطلق التاسع: رد الشبهات وتفنيدها. والمنطلق العاشر: نقد المتخاذلين وعلماء السلطة.

واستخلص الفصل الثاني: القواعد الشرعية الحاكمة لخطاب القرضاوي في الثورة، واحتوى على عشرة قواعد أيضًا، هي: القاعدة الأولى: حق الأمة مقدم على حق الفرد. والقاعدة الثانية: لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة. والقاعدة الثالثة: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. والقاعدة الرابعة: المشقة تجلب التيسير. والقاعدة الخامسة: الأمور بمقاصدها. والقاعدة السادسة: حقوق الله مبنية على المسامحة والمساهلة وحقوق العباد مبنية على المشاحة والمضايقة. والقاعدة السابعة: للوسائل أحكام المقاصد. والقاعدة الثامنة: تصرف الحاكم على الرعية منوط بالمصلحة. والقاعدة التاسعة: كل ما خالف أصلا قطعيًّا مردود. والقاعدة العاشرة: درء أعظم المفاسد بارتكاب أخفها، وجلب أعظم المصالح بتفويت أدناها.

واستنتج الفصل الثالث: الخصائص العامة لخطاب القرضاوي في الثورة، وجاءت في ست خصائص، هي: الخصيصة الأولى: الربانية. والخصيصة الثانية: الوسطية. والخصيصة الثالثة: المواكبة. والخصيصة الرابعة: الشمولية. والخصيصة الخامسة: الاستيعاب. والخصيصة السادسة: البيان.

وتتبع الفصل الرابع: الآثار الداخلية والخارجية لخطاب القرضاوي في الثورة، من خلال المشهد وما قيل في الصحف المحلية والعالمية، وجاء في قسمين: القسم الأول: التأثير الداخلي، وذكر التأثير في نواحٍ خمسة: الناحية الأولى: الثوار. والناحية الثانية: العلماء والدعاة. والناحية الثالثة: الجيش والمجلس الأعلى للقوات المسلحة. والناحية الرابعة: ناحية الإعلام والصحافة المصريَّيْن. والناحية الخامسة: الشعب المصري كافة.

والقسم الثاني: تحدث عن التأثير الخارجي، وجاء عرضه من خلال ناحيتين: الناحية الأولى: الإعلام المسموع. والناحية الأولى: الإعلام المقروء.

وأما الملاحق فقد احتوت على بيانات الشيخ، وتصريحاته للفضائيات وخطبه الصوتية، بعد أن تم تفريغها وتحريرها، وتخريج آياتها وأحاديثها، والتعليق عليها.

* * *

والحق أن هذه القراءة الأصولية الفقهية الدعوية التي حددت عشرة منطلقات لخطاب الشيخ في الثورة، واستنتجت عشرة قواعد شرعية حكمت خطابه لها، وست خصائص تميز بها خطابه فيها، أقول بكل اطمئنان: إني وجدت فيها الآتي:

أولاً: أن هذه المنهجية ـ بمنطلقاتها وقواعدها وخصائصها ـ ليست خاصة بخطاب الشيخ الإمام في الثورة فقط، بل هي خصائص ومنطلقات لاجتهاداته جميعًا، في الفتاوى، وفي الاجتهاد الإنشائي، والاجتهاد الانتقائي، وفي تعامله مع النوازل الفردية والجماعية، ونوازل الأمة بشكل عام.

ثانيًا: أن هذه المنهجية يمكن أن تكون مثالاً يحتذى في الخطاب الشرعي إزاء أي نازلة، وقدوة للعلماء العاملين والدعاة الصادقين في تعاملهم الأصولي والفقهي والدعوي في قضايا خاصة أو عامة، تتعلق بالفرد أو المجتمع أو الأمة.

إن هذا المنهج يمكن أن نسميه: "الاجتهاد الراشد"، و"المنهجية الراشدة" و"التنزيل الراشد" للأحكام الشرعية، و"التأصيل الراشد"؛ فهي منهجية راشدة أي عاقلة متوازنة مستوعبة شاملة؛ تنظر بعين على الشرع، والأخرى ترصد الواقع والعصر، في مراعاة بالغة للسنن والمقاصد والأولويات والموازنات والمآلات؛ فلن يبلغ الفقيه أن يكون فقيهًا بحق إلا إذا زاوج بين الشرع والعصر، وجمع في اجتهاده بين الواقع والواجب.

إن مشكلتنا المعاصرة في التعامل الاجتهادي تتمثل في بعدين كبيرين:

البعد الأول: هو التعامل مع النصوص نفسها، في فهمها بملابساتها ومقاصدها وسياقاتها، ومعرفة سبب نزولها وأسباب ورودها، وجمع النصوص بعضها إلى بعض في الموضوع الواحد، فنرد الفروع إلى الأصول، والمتشابه إلى المحكم، والمجمل إلى المبين، ونعطي الأحكام مراتبها؛ فلا نقدم ما من حقه التأخير، ولا نؤخر ما من حقه التقديم، بل كلٌّ يأخذ موضعه الذي يستحقه بلا طغيان ولا إخسار، وهذه تحتاج إلى دربة ومران وطول ممارسة ومعاناة وتلمذة طويلة على من يتميزون بذلك وهم قلة في عصرنا، وفي كل عصر.

البعد الثاني: هو تنزيل هذه النصوص على الواقع؛ فأزمتنا المعاصرة هنا تتمثل في إنزال النصوص في غير مواضعها، وجعل الوسائل مقاصد، والمقاصد وسائل، والفروع أصولاً، والأصول فروعًا، والمصيبة الكبرى أن البعض لا يراعي ـ عند تنزيل النصوص ـ أبعاد الواقع، ولا يوازن بين المصالح والمفاسد، ولا ينظر في مآلات الاجتهاد والتنزيل، وهذا ـ كذلك ـ أمر شائك لا يحسنه كل أحد، ولا يقدر عليه أي أحد، وإنما هم ندرة في كل عصر، بل قلة في تاريخ الأمة كلها.

وأحسب أن شيخنا الدكتور يوسف القرضاوي أحد هؤلاء، الذين جمعوا بين حسن فهم النصوص وحسن تنزيلها على الواقع مع رعاية أبعاد هذا الواقع جميعًا، وسوف يرى القارئ الكريم ذلك جليًّا من خلال هذه الدراسة، وفي غيرها من اجتهاداته وفتاويه، فهذا أمر لا تخطئه عين تنظر بإنصاف في مؤلفاته وأحاديثه.

وإنني لأرجو أن يكون هذا البحث وفاءً للدور الكبير الذي قام به شيخنا العلامة والإمام الرباني الدكتور يوسف القرضاوي في هذه الثورة، وغيرها من الثورات، وعرفانًا لفضله، وإنصافًا لمكانته، وأن ينتصب هذا الدور قدوة للبعض من الذين يلبسون زي العلماء لكن بعضهم لَبَّس على الناس أو لُبِّس عليه، والبعض الآخر تحدث عنه بما لا يليق؛ فجرَّحوا في شخصه ونهشوا في عرضه؛ حيث يعف القلم عن ذكر أسمائهم في أماكن الرجولة ومواضع الشرف.

وإذا كان الباعث على هذا العمل هو تقدير الشيخ، وإبراز دوره، وإنصافه، فهذا لا يعني تقديسه أو عصمته، فلم يدَّعِ ذلك يومًا، ولا ادعاه له أحد، كما لا يعني التقديرُ والوفاء الاتفاقَ معه في كل مسألة، وموافقته في كل رأي، وهو يوصي دائمًا ألا يكون تلامذتُه نسخًا منه؛ ومن هنا فليس هناك ما يمنع من الاختلاف معه؛ انطلاقًا من المنهجية التي ارتضاها ـ ونرتضيها أيضًا ـ كما جاء في آخر حديثي عن منطلق رعاية فقه الموازنات..

ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر العميق لأخي العالم الأصولي الداعية الدكتور خالد محمد حنفي، رئيس هيئة العلماء في ألمانيا، ومدرس أصول الفقه بجامعة الأزهر، الذي تناقشت معه في بعض المسائل، وأضاف لي بعض الأفكار، وفتح لي آفاقا طيبة، والأخ الأستاذ مصطفى الموصل الذي ساعدني بجهد كبير في تفريغ المادة الصوتية وكتابتها، فشكر الله لهما حسن الصنيع.

وختامًا أردد قول الله تعالى ساجدًا حامدًا شاكرًا: {وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ . فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ . فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ . فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأنعام: 42-45).