السؤال: هل يُقبَل صيام وصلاة المرأة غير المحجبة؟
جواب فضيلة الشيخ:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
طبعًا يُقبَل، في الإسلام كلُّ شيء بحسابه، لقوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة:7، 8]، ولكن أريد أن أقول: بالنسبة لبناتنا وأخواتنا، ليس سهلاً أن يعيش الإنسان عمره وهو يرتكب شيئًا حرَّمه الله، يعني إذا كان كشف الرأس والذراعين وغيره حرامًا، فالمسلمة التي ترتكب هذا وتعيش هكذا، يعني أنها تعيش طوال عمرها ترتكب حرامًا مستمرًّا، وهذه مصيبةٌ كبيرةٌ؛ لأنَّ الحرام يرتكبه الإنسان مرَّة ثم يتركه، إنما إذا كان يرتكب حرامًا دائمًا أبدًا، ويعيش عمره مرتكبًا الحرام، فهذا لا يجوز، فالإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة، والإصرار على الكبيرة يجعلها أكبر. لذلك أنصح المسلمة غير المحجبة أن تتحجَّب، بدل أن تعيش طُوالَ عمرها على ارتكاب الحرام.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هي ترتكب حرامًا آخر؛ لأنها تُعَرِّضُ غيرها للحرام، يعني أنا الآن أُدَرِّسُ أو أحاضر، وأمامي فتياتٌ مُحجَّباتٌ وغير مُحجَّبات، ونظري إلى غير المحجبة - إلى شعرها مثلاً- حرام، وهي تُسْهِم إذن في ارتكابها الحرام، إذ ليس معقولاً أن أحجب نظري عنكنَّ، أو أن أتكلم معكنَّ من حُجرة أخرى، وقد تجد في بعض البلاد الأستاذ يحاضر في حجرة والطالبات في حجرة أخرى، وهذه عملية غريبة، فأين التفاعل بين التلميذات والمحاضر؟! يجب أن يكون التفاعل موجودًا.
فالمسلمة التي تخلع الحجاب ترتكب حرامًا في حقِّ كلِّ مَن ينظر إليها، لأنَّها تُوَرِّطُه في ارتكاب الحرام حين ينظر إلى ما كشَفَتْه من بدنها.