السؤال: هل تجوز صلاة مسلم في كنيسة، إن لم يجد مكانًا للصلاة غيرها، كما لو كان في بلد أوروبي؟

جواب فضيلة الشيخ:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اتبعه إلى يوم الدين، وبعد:

جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم "أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي -وذكر في هذه الخمس- فقال: وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل"(1)؛ ولهذا تعتبر جميع الأرض مسجدًا للمسلم، وموضعًا لسجوده وصلاته، يجوز أن يصلي فيه، وإن كان الأولى أن تبعد عن مثل هذه الأماكن خشية الشبهة، ولكن حيث لم يجد مكانًا إلا هذا المكان وصلى فيه فكل الأرض لله، وكل الأرض مسجد للمسلمين.

وقد كاد عمر رضي الله عنه أن يصلي في كنيسة القيامة حينما قيل له: صل. فقال: لا. لا أصلي هنا حتى لا يأتي المسلمون من بعدي ويقولون: هنا صلى عمر ويتخذون منها مسجدًا للمسلمين. فجعل المانع له هو خشية هذا الأمر فقط لا مجرد الكنيسة.

والله أعلم

..............

* متفق عليه: رواه البخاري في التيمم (335)، ومسلم في المساجد (521)، عن جابر بن عبد الله رضي الله.