افتتح العلامة الدكتور يوسف القرضاوي صباح الإثنين 10 ديسمبر مؤتمر الدوحة الثالث للمال الإسلامي والذي عقد تحت رعاية معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ونظمه بيت المشورة للاستشارات المالية تحت عنوان «الصناعة المالية والتحديات المعاصرة».
وفي كلمة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، دعا القرضاوي البنوك الإسلامية إلى دعم اقتصادات دول الربيع العربي في مواجهة آثار السلب والنهب والفساد الذي أصابها لعقود من الزمن، من تهريب الأموال وثقل المديونيات والجوع والبطالة والتفاوت الفاحش.
وقال "لا نريد دعما بالمساعدات، بل دعما عمليا بالاستثمار في هذه البلدان من خلال إطلاق المشروعات، وإنشاء المصانع، وتعمير الأراضي، وتشغيل العمالة، لتربح البلاد ويربح البنك في الوقت ذاته".
وأضاف القرضاوي أنه بالمقابل يتعين على دول الربيع العربي أن تفتح المجال أمام البنوك الإسلامية من خلال سن التشريعات والقوانين، التي تتيح إنشاء بنوك موافقة للشريعة، فضلا عن إتاحة المجال للبنوك الموجودة للتوسع في أعمالها بما يخدم الاقتصادات العربية والإسلامية. ولفت إلى أنه من "غير المعقول أن تلجأ هذه الدول إلى المؤسسات الدولية لتقترض منها، في وقت لم تعمل فيه على إفساح المجال أمام المؤسسات المالية الإسلامية للمساهمة في البناء والتعمير".
ودعا في هذا السياق إلى استثمار المدخرات التي يتوفر عليها كثير ممن يتحرجون في إيداعها بالبنوك التقليدية، بغرض تنمية مقدرات البلدان العربية بدل اللجوء إلى الخارج.
وشدد القرضاوي في تصريح للجزيرة نت على أهمية قيام تعاون حقيقي بين البنوك الإسلامية وحكومات بلدان الربيع العربي بما يخدم مصلحة الطرفين.
وشدد أيضا على ضرورة أن تتمسك المصارف بمبادئ الاقتصاد الإسلامي وآلياته باعتبار ذلك تميزها الحقيقي عن البنوك الربوية، وقال "الاقتصاد الإسلامي إنتاجا واستهلاكا وتداولا وتوزيعا مبني على القيم والأخلاق".
من جانبه قال الدكتور خالد السليطي نائب رئيس مجلس إدارة شركة بيت المشورة إن الموضوعات التي تناولها المؤتمر تتضمن مزيجا من الخبرات المهنية والتأصيلات الشرعية للوصول إلى أفضل الحلول للتغلب على التحديات والمعوقات بخطوات عملية واضحة تستفيد منها الصناعة المالية الإسلامية ومن سار في ركبها واقتفى أثرها.