السنة والبدعة

تحميل الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه، ومن دعا بدعوته، واستمسك بسنته، وجاهد جهاده إلى يوم الدين.

خير ما أحييكم به- أبها الإخوة الأحباب- تحية الإسلام، وتحية الإسلام: السلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حديثنا في هذه الليلة المباركة، التي نسأل تتتأن يظلنا فيها برحمته، ويحفنا فيها بملائكته، وينزل علينا سكينته، ويذكرنا في ملأ عنده، حديثنا حول: «السنة والبدعة».

ولهذا الحديث مناسبة أشار إليها الأخ الشيخ معجب (1) حفظه الله ونفع به، أن مقالة نشرت في مجلة تصدر في بلادناكما قال، تحمل عنوانًا بهذا السخف، أقرأه لكم: «استنكار البدعة وكراهة الجديد، موقف إسلامي أم جاهلي؟!» يريد أن يقول: إن استنكار البدعة موقف جاهلي! ينبغي ألا تستنكر البدعة، وأن تدع الناس يبتدعون مما شاءت لهم أهواؤهم، أو ما شئت لهم شياطينهم من الإنس، ومن الجن.

لهذا أحببنا أن نرد الأمور إلى أصولها، وأن تأتي البيوت من أبوابها، وأن نحدد المفاهيم، فإن تحديد المفاهيم في هذه القضايا أمر بالغ الخطورة، وترك هذه المفاهيم دون تحديد وتوضيح، تركها مادة هلامية رجراجة، يجعل لمن شاء أن يفسرها بما شاء، وهذا هو الخطر كل الخطر.

لذلك كان لابد أن نعرف معنى السنة، ومعنى البدعة، وما موقف الإسلام من البدعة؟ ولماذا استنكر الإسلام البدعة؟ وهل معنى استنكار البدعة هو استنكار الجديد أي جديد؟ حتى يتضح الموقف، وتتبين الحجة، وتزول الشبهة، ويهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة.

.....

(1) هو الشيخ معجب الدوسري مدير المركز الإسلامي للدعوة والإرشاد بدولة قطر، وقد تفضل بتقديم هذه المحاضرة.