أكد فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي- رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- أن مجزرة ومحرقة غزة أثبتت وجود الأمة الإسلامية ووحدتها وحيويتها وفعاليتها، وبأنها أمة حقيقية موجودة على المستوى الجماهيري وليست وهما.
لافتا إلى أن محنة ومعركة غزة كانت امتحانا للأمة الاسلامية ومنها الأمة العربية التي تشكل جزءا من الأمة الاسلامية التي شكك البعض في وجودها كأمة واحدة.
وقال خلال الاحتفالية بنصر غزة التي أقامها نادي قطر الرياضي مساء الأربعاء 28-1-2009 بفندق شيراتون الدوحة وحضرها خالد مشعل إن الأمة الاسلامية من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب اكدت ان هناك تفاعلا وتحركا مع الاحداث ومعايشتها خاصة عندما يلم بها الجلل والمصائب وكما تحركت في السابق عندما نشرت بعض الصحف الدانماركية رسوما كاريكاتورية مستهزئة بالرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهي تحركت من اجل غزة وجراحها ودمائها التي سالت.
وأكد فضيلة الشيخ القرضاوي ان استجابة الأمة للنداء الذي اطلقه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين خلال الحرب على غزة لجعل يوم الجمعة في الاسبوع الثاني من الحرب يوم غضب اثبت ان الامة الاسلامية بخير.
وشدد فضيلته على ان الامة الاسلامية في حين نجحت في هذا الامتحان وان تفاوتت درجات النجاح فان اشخاصا كثرا رسبوا و منهم بعض الحكام العرب الذين سقطوا سقطة لا وقوف بعدها .
وأضاف أن الكثير من الكتاب في الصحف سقطوا ايضا عندما لاموا المقاومة الفلسطينية وحملوها سبب العدوان الاسرائيلي على غزة وانها نقضت التهدئة وجرّت على الامة ما جرّت.. مشيرا الى ان هؤلاء الكتاب يفكرون برؤوس وعقول غيرهم ويستوردون افكارهم من خارج المنطقة.
واستغرب فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي دعوة هؤلاء الكتاب لرجال المقاومة الى ان يتركوا المجال لاهل المفاوضات للتحاور مع اسرائيل.. متسائلا هل يمكن ان تتحقق الحرية بالمفاوضات.
كما تساءل عن قيمة المفاوضات التي لا تسندها قوة ودماء تسيل من أجل الحرية.. مؤكدا ان استقلال الشعوب لا يأتي غنيمة بل يكون عن طريق التضحية والبذل وهذه سنة الله في خلقه .
ووصف فضيلته الذين ينادون بالحوار والتفاوض مع الاسرائيليين بأنهم متفلسفون يجهلون سنة الله في خلقه كما انهم يحمّلون حركة حماس والمقاومة الفلسطينية مسؤولية ما حدث .. مبينا انه في اي معركة لا بد من شهداء وجرحى وان الاسلام لا يعتبر الشهداء خسارة.
وانتقد فضيلته الذين يلومون حركة حماس والمقاومة عندما قالوا انها أدخلت الدين في المعركة.. وقال انه من الضروري ان يدخل الدين في هذه المعركة فمن الضلالات اخراج الاسلام من المعركة .. متسائلا في الوقت نفسه عن الفائدة التي جنيناها من اخراج الدين من هذه المعارك.. مستشهدا في ذلك بالهزائم السابقة عندما حارب العرب اسرائيل باسم القومية في وقت حارب فيه الاسرائيليون باسم اليهودية والتوراة. وجدد التأكيد على ان الانتصار في المعركة لا يمكن الا من خلال الدخول اليها باسم الدين الاسلامي وهو ما تدل عليه الاحاديث النبوية الشريفة .. مشيرا الى ان هذا الدين هو الذي جعل اهل غزة يصبرون على العدوان وعلى قلة الاكل والماء والدواء.. وشدد على ان الايمان هو وقودنا في المعركة وهو الغذاء والماء والدواء.
كما اكد ان اسرائيل انهزمت في هذه المعركة وان المقاومة واهل غزة انتصروا.. وقال ان اسرائيل لم تحقق هدفها ولم تستطع ان تحطّم منصة صواريخ واحدة كما انها لم تستطع ان تحرر جنديها شاليط الذي تأسره حركة حماس.
ودعا فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي الامة الاسلامية الى ان تعد كل ما يمكنها من اسباب هزيمة العدو ومنها الاسلحة.
وبشر فضيلته المسلمين بان الغد والمستقبل لنا وان المستقبل سينتصر للحق على الباطل وسينتصر لقضيتنا .. مشيرا الى ان مبشرات النصر نص عليها القرآن الكريم والتاريخ وكذلك الواقع الماثل اليوم.
وهنأ فضيلته أهالي غزة على نصرهم وصبرهم على المحنة .. متوجها لهم بالقول انتظروا النصر النهائي.