شعار الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

أكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن حصول المقاومة الفلسطينية على السلاح لمقاومة المحتل يعد فريضة شرعية، وضرورة إنسانية، وحقًّا تضمنه القوانين الدولية، داعيا القادة والزعماء العرب إلى دعم صمودها واستمرارها والتصدي لكل المحاولات التي تعمل على خنقها، مشددًا على أن المقاومة الباسلة هي "عنوان شرف الأمة وعزتها، وأن أي محاولة لإضعافها عبر تسويات مشبوهة يعني كسرًا لإرادة الأمة".

وفي البيان الذي أصدره السبت 24 يناير حول الموقف في غزة بعد النصر ووقف العدوان والانسحاب، دعا اتحاد العلماء القادة العرب كذلك إلى "السعي الحثيث لمواجهة الكيان الصهيوني المتجبر"، "وعدم الركون إلى وعوده"، كما وجه التحية والإجلال "للصمود الأسطوري لأهلنا في غزة التي ضربت روائع الأمثلة في الصبر والمصابرة" وإلى "رجال المقاومة الأبطال، وفي مقدمتهم حماس".

وحيا الاتحاد جماهير الأمة العربية والإسلامية التي تجاوبت مع المحنة، وعاشت المعركة، لافتا إلى أن الخير لا يزال في هذه الأمة، "ولكن الضعف في القيادة السياسية"، كما أشاد ونوه بمواقف كل الأحرار والشرفاء في الغرب والشرق.

وثمن البيان "قمة غزة التي دعت إليها دولة قطر، والقرارات الشجاعة التي أسفرت عنها، والتي تمثلت في دعم صمود المقاومة، وتجميد العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني، وإنشاء صندوق إعمار غزة الذي تبنته دولة قطر وأسهمت فيه بربع مليار دولار، والتأكيد على فك الحصار، وفتح جميع المعابر بشكل دائم ومستمر"، كما ثمن قمة الكويت، وخص بالذكر "خطاب خادم الحرمين الشريفين لما تضمنه من معانٍ كبيرة".

وذكَّر البيان القادة والزعماء العرب بالقدرات المذخورة في الأمة، مؤكدا أن المسئولية الأولى في تمهيد السبل وفتح المغاليق تقع على القادة، وأن قرارات قمة الكويت تستلزم استكمال ما بعد وقف العدوان والانسحاب، من فكٍّ للحصار وفتح المعابر جميعا بلا استثناء.

وشدد البيان الذي وقعه الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي – رئيس الاتحاد - على " إيصال المساعدات لأهل غزة مباشرة عن طريق المؤسسات المعتمدة والموثوق بها"، أو تكوين لجنة تجمع ممثلين عن فصائل المقاومة، وعن الحكومة المنتخبة، وعن الجامعة العربية، تتولى الإشراف على إعادة البناء وتكون مسئولة عن قبض الأموال وإنفاقها.

ونوه البيان بـ "ضرورة مواصلة السعي بكل الوسائل القانونية والإعلامية لدى الهيئات الحقوقية والمنظمات الدولية، لمحاكمة قادة الكيان الصهيوني" بوصفهم مجرمي حرب "، "ومطالبتهم بالتعويض عن كل الخسائر الناجمة عن عدوانهم".

ورحب بكل جهد يبذل للمصالحة بين السلطة وحماس، والعمل لوحدة كل الفصائل الفلسطينية، على ما أمر الله به بقوله {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات:9]

واختتم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بيانه بتذكير الحكام العرب بعدم الانفصال عن الشعوب، وإغفال نبض الشارع وطموحاته، وبالتسامي فوق الخلافات ليكونوا على مستوى التحديات، وليتخذوا المواقف التي ترضي الله سبحانه، وتحفظ للأمة شرفها وعزتها.