الدوحة- أعرب العلامة الدكتور يوسف القرضاوي - رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس - عن سروره بحجم التبرعات لصالح القدس المحتلة، والتي بلغت في الدوحة 54 مليون ريال قطري ، مؤكدا أن ذلك يدل على أن "أمة الإسلام باقية ما بقي الوجود".
وقد تم جمع المبلغ (الذي يعادل15 مليون دولار) في ثلاث ساعات خلال الأمسية الخيرية التي أقيمت مساء الأحد على هامش المؤتمر السادس لمؤسسة القدس.
وذكر القرضاوي أن هذا يدل على أن "أمتنا حية ولم تمت"، وأن "أمة الإسلام باقية ما بقي الوجود"، واصفا الأمسية التي تم فيها المزاد بأنها "ليلة من ليالي الله"، ودعا لكل من ساهم فيها بنصيب، سواء من تبرع بالملايين ومن تبرع بدولارات قليلة.
ومذكرا بأجر الصدقة، استشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "سبق درهم مائة ألف درهم"، وبشر الذين تبرعوا بالجزاء الأكبر، وبأن الصدقة لا تنقص مال المتصدق كما جاء في قول الله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ}[سبأ:39]، وكما جاء الحديث الشريف "لا ينقص مال من صدقة".
وأعلن القرضاوي أن "حملة جمع التبرعات مستمرة، والباب مفتوح لكل من يرغب في عمل الخير للقدس والمسجد الأقصى".
وفي هذا الصدد طرحت مؤسسة القدس على المتبرعين إنشاء مشروع وقفي تصل تكلفته 4 ملايين دولار يخصص عائده للإنفاق على المشروعات التنموية في مدينة القدس.
وتضمنت الأمسية – كما أفادت شبكة إسلام أونلاين نت - فقرات خطابية وشعرية تمجد القدس والمسجد الأقصى المبارك، وتشيد بصمود أهل فلسطين، شارك فيها الدكتور علي محيي الدين القرة داغي، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية البلاغ الثقافية لخدمة الإسلام على الإنترنت (إسلام أون لاين)، والدكتور أحمد الحمادي الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة قطر، وتحدث فيها تليفونيا الداعية وجدي غنيم.
وعلى هامش الأمسية التي أقامتها مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني القطرية، بالتعاون مع مؤسسة القدس الدولية في أحد فنادق الدوحة أٌقيم مزاد علني على صور نادرة وتحف ومقتنيات ثمينة من المسجد الأقصى المبارك ومسجد قبة الصخرة بلغت حصيلته 657 ألف دولار.
وبيعت في المزاد قطعة سجاد أقيمت عليها الصلاة في المسجد الأقصى طوال 15 عاما بـ137 ألف دولار، وقطعة حجر من قبة المسجد الأقصى بمبلغ مماثل، واشترى أحد الحضور قارورة بداخلها زيت من زيتون الأشجار المحيطة بالأقصى بمبلغ مماثل أيضا.
كما بيعت حبات رمل من أرض المسجد الأقصى بمبلغ 164 ألف دولار، وتعهد مشتروها بإعادتها لمكانها عند تحرير المسجد الأقصى.
وتنافس في المزاد قطريون ومقيمون أكثرهم من أبناء فلسطين المقيمين في قطر، وتراوحت التبرعات التي تم جمعها في الأمسية ما بين 50 دولارا تبرع بها أحد أبناء غزة و 2.7 مليون دولار تبرع بها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر.
ومن بين الجمعيات المتبرعة: جمعية عيد الخيرية في قطر، وجمعية الشيخ الأحمر الخيرية اليمنية، ومؤسسة مكة المكرمة الخيرية، وجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، والجمعية الإسلامية بمملكة البحرين، والجماعة الإسلامية في باكستان، والجماعة الإسلامية في لبنان، إضافة إلى هيئات وجمعيات أخرى.
ويختتم المؤتمر السادس لمؤسسة القدس جلساته مساء الإثنين بإصدار جملة من التوصيات، وذلك بعد يوم واحد من افتتاحه بحضور أكثر من 300 شخصية إسلامية ومسيحية من 46 دولة يمثلون جميع أطياف المذاهب الدينية والتيارات الفكرية والسياسية.