الدوحة- عاد بسلامة الله إلى قطر فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوى-رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- أمس، بعد مشاركته في مؤتمر مكة للحوار بين الأديان السماوية، الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بالسعودية.
وطالب الشيخ القرضاوي عقب المؤتمر العلماء ومفكري الأمة الإسلامية بضرورة استغلال الفرص لتفعيل توصيات الحوار الصادرة عن مؤتمر مكة المكرمة.
مؤكداً أن توصيات المؤتمر جاءت إيجابية وتطرقت لجميع الجوانب التي تهم الأمة وتحل مشاكلها في التعامل مع الآخر، وقال: "لا نريد أن تكون التوصيات مجرد حبر على ورق بل نريد المتابعة من الجميع".
مضيفاً بحسب جريدة "المدينة" السعودية: "إن الحوار أمر مهم دعا إليه خادم الحرمين الشريفين وهو إقامة هذا المؤتمر الكبير لوضع إستراتيجية للحوار مع غير المسلمين وخصوصاً بعد هذه الهجمة الشرسة على الإسلام وعلى نبي الإسلام وعلى أهل الإسلام فلابد للمسلمين أن يكون لهم موقف مبني على بصيرة وعلى بينة وعلى علم، وأن لا يترك الأمر للغوغاء ومن لا علم عندهم؛ بل يترك الأمر لأهله، وقد قال الله تعالى" فاسأل به خبيرا" وقال سبحانه "ولا ينبئك مثل خبير"، " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" وقال سبحانه "ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم"، فهذا المؤتمر هو الأولى بأن يضع الأسس اللازمة لكي نحاور غير المسلمين، ونوصلّ إليهم ما عندنا، ونعرف ما عندهم ونعرف ما هو القدر المشترك والجامع المشترك بيننا وبينهم ونقيم عليه التعاون فيما نتفق عليه والتسامح فيما نختلف فيه".
وحول الرسالة التي يوجهها لكل الذين شاركوا في المؤتمر بعد انتهائه قال القرضاوى نريد من كل مشارك أن يوضح الأسس اللازمة في مجتمعه تجاه التوصيات الصادرة حتى لا تكون التوصيات مجرد حبر على ورق، ونريد المتابعة من الجميع لقرارات وتوصيات المؤتمر ماذا فعلنا وماذا صنعنا ونأمل خيراً من هذه التوصيات.
ويعد المؤتمر الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي هو أول المؤتمرات التمهيدية لتنفيذ مبادرة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود للحوار بين الأديان السماوية التي أطلقها في مارس الماضي.
وكان المؤتمر قد بدأ أعماله الأربعاء الماضي بمشاركة نحو 500 شخصية إسلامية عالمية ناقشت عدة محاور، أهمها: الحوار وضوابطه، وأطراف الحوار من أتباع الديانات السماوية، وأتباع الفلسفات كالهندوسية والبوذية، وكذلك مستقبل الحوار مع المسيحية، في ظل الإساءات المتكررة للإسلام.