د . عبد الله التركي

مكة المكرمة- أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي إمكانية مشاركة المرأة في حوارات الأديان القادمة ، وذلك في أعقاب تساؤل للعلامة الدكتور يوسف القرضاوي عن دور المرأة المسلمة في الحوار بين الأديان .

وكان الدكتور يوسف القرضاوي قد تساءل خلال تصريح صحفي قبيل انعقاد المؤتمر عن أسباب عدم مشاركة المرأة في المؤتمر .

واختتم "المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار" الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي على مدار ثلاثة أيام بإصدار توصياته في بيان يحمل اسم «نداء مكة المكرمة».

وأوصى المؤتمر بإنشاء هيئة عليا للحوار، إضافة لمركز وجائزة يحملان اسم العاهل السعودي ؛ بهدف إشاعة ثقافة الحوار. كما أوصى بعقد مؤتمرات وندوات ومجموعات بحث للحوار بين أتباع الرسالات الإلهية والحضارات والثقافات والفلسفات المعتبرة.

وحول المؤتمرات المزمع عقدها مع غير المسلمين ، قال د. عبد الله التركي في مؤتمر صحفي عقد عقب اختتام المؤتمر: إننا نرحب بعمل لقاءات في أي مكان ما عدا المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة ، حسبما نقلت عنه جريدة "عكاظ" السبت .

واستثنى التركي من الحوار كل من يكن عداء للإسلام قائلا: "سنحاور كل من لا يحمل العداء لنا أما من يحمل العداء فهو غير وارد إطلاقا".

وكان المؤتمر قد أوصى في بيانه الختامي شمول الحوار الجهات ذات المواقف المسيئة للإسلام ؛ لبيان حقائق الإسلام وتوضيح المفاهيم الخاطئة التي قد تكون سببا في إساءتهم .

وألقى غياب المرأة وعدم مشاركتها بأي ورقة بظلاله على المؤتمر، في الوقت الذي تجرى فيه الإعداد لحوارات مع غير المسلمين الذي يظهر من بينهم من يتهم الإسلام بهضم حقوق المرأة.

وفي هذا السياق أكد د. التركي أن "الرابطة لا تمانع في مشاركة المرأة مستقبلا" . وقال : إن المؤتمر هذا كان التركيز فيه على دعوة العلماء ودعوة من لهم تجربة رائدة في الحوار، كما أن الرابطة تستعرض الشخصيات التي لها باع في تجارب الحوار، بالإضافة إلى كبار العلماء ورؤساء المراكز الإسلامية ، وبالتالي فهو اجتماع لبحث قاعدة .

وأضاف التركي كما أوردت جريدة الوطن : ولكن في المستقبل ستكون هناك برامج تسهم فيها المرأة وستكون هناك قضايا في مجال الحوار خاصة بمسألة المرأة، فنحن نعلم أن هناك لبسا في فهم كثير من الناس من غير المسلمين حول مكانة المرأة في الإسلام، فنجدهم في كثير من المناسبات يتحدثون بأن الإسلام هضم حق المرأة.

وأشار التركي إلى أن مجالات الحوار المهمة فيما يتعلق بمكانة المرأة في الإسلام سوف تزيل كثيرا من المفاهيم الخاطئة، وسوف تشترك فيه المتخصصات في هذا المجال.

وكان المؤتمر قد بدأ أعماله الأربعاء الماضي بمشاركة نحو 500 شخصية إسلامية عالمية ناقشت عدة محاور، أهمها: الحوار وضوابطه، وأطراف الحوار من أتباع الديانات السماوية، وأتباع الفلسفات كالهندوسية والبوذية، وكذلك مستقبل الحوار مع المسيحية، في ظل الإساءات المتكررة للإسلام .

ويعد المؤتمر الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي هو أول المؤتمرات التمهيدية لتنفيذ مبادرة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود للحوار بين الأديان السماوية التي أطلقها في مارس الماضي .