الدوحة – أعرب العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن استنكاره لحادث تفجير السفارة الدنماركية في إسلام آباد ، الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين ، واصفًا إياه بأنه "ترويع للآمنين، وتخويف للمسالمين، ونقض للأمان الذي دخل بموجبه هؤلاء الغربيون إلى بلاد الإسلام" ، ومحذرًا من أن مثل هذه التفجيرات تساعد من يريد تشويه صورة الإسلام والمسلمين .
وقال فضيلته إنه رغم استنكاره لسكوت حكومة الدنمارك على نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم مرتين ، فإنه لا يؤيد مقاومة تلك الإساءات بالقتل والتفجير والاعتداء على الممتلكات والأرواح.
ورأى أن تتم مقاومة الاعتداءات على الرموز الإسلامية بكل الوسائل السلمية المشروعة ، والوسائل القانونية المتعارف عليها ، لافتا إلى أن
"مثل هذه التفجيرات تساعد من يريد تشويه صورة الإسلام ، وتعاليم الإسلام ، وأمة الإسلام".
ووقع الحادث صباح الاثنين 2 يونيو عندما استهدف تفجير انتحاري مقر السفارة الدنماركية بالعاصمة الباكستانية ، ما أدى إلى مقتل 8 أشخاص على الأقل ، ولم تستبعد السلطات أن يكون للحادث علاقة بالرسوم المسيئة ، التي أعادت صحف دنماركية نشرها في فبراير الماضي ؛ ما جدد إثارة مشاعر الغضب في العالم الإسلامي .
وحول رأيه في الحادث ، وعما إذا كان يرى أن مثل هذه التفجيرات تعتبر ردا عمليا على الإساءات التي نشرتها صحف دنماركية وغربية أخرى ؟
أجاب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالقول : "إننا ننكر ما قام به البعض من تفجير للسفارة الدنماركية في إسلام آباد؛ مما أوقع قتلى وجرحى من المدنيين، علاوة على ما في ذلك من ترويع للآمنين، وتخويف للمسالمين، ونقض للأمان الذي دخل بموجبه هؤلاء الغربيون إلى بلاد الإسلام .
هذا مع أننا أنكرنا على الدنمارك -في المرة الأولى- نشرها الرسوم المسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين.
وأنكرنا عليها -مرة أخرى- إعادة نشر الرسوم المسيئة على نطاق واسع، ورأينا في ذلك استفزازا لمشاعر المسلمين، واستهانة بمقدساتهم، واعتداء على حرماتهم .
وأنكرنا كذلك سكوت حكومة الدنمارك على هذا العمل الشائن الذي يعتبر إساءة للإسلام، ونبي الإسلام، وأمة الإسلام، وحضارة الإسلام.
وتابع فضيلته : ولكننا لا نقاوم هذه الإساءات بالقتل والتفجير والاعتداء على الأرواح والممتلكات، ولكن نقاومها بكل الوسائل السلمية المشروعة، والوسائل القانونية المتعارف عليها بين البشر، ونرى أن هذه التفجيرات تساعد من يريد تشويه صورة الإسلام، وتعاليم الإسلام، وأمة الإسلام.
وقد اعتبر الإسلام قتل النفس البشرية بغير حق من أكبر الجرائم بعد الشرك بالله، وقرر مع كتب السماء: {أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة:32]".