دعا العلامة د.يوسف القرضاوي الطرفين المتنازعين على الساحة اللبنانية إلى وقف الاشتباكات الدموية بينهما التي تنذر بكارثة حرب أهلية، وإلى ادخار قوتهم للعدو، معتبرا أن "البطولة ليست أن تستعرض عضلاتك على أخيك، ولكن على عدوك".

وطالب الشيخ القرضاوي -رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- في خطبة الجمعة بالعاصمة القطرية الدوحة طرفي النزاع، وهما زعيم حزب الله الشيخ حسن نصر الله، وسعد الحريري زعيم تيار المستقبل بـ"مطلبين لا اختلاف عليهما".

المطلب الأول بحسب الدكتور القرضاوي هو: "وقف القتال وسفك الدماء التي تراق بغير حق، مستشهدا بقول الله عز وجل: {مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً} [المائدة:32]، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم علمنا: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)، و(زوال الدنيا أهون على الله من قتل امرئ مسلم من غير حق)".

أما المطلب الثاني فيتعلق بـ"إخلاء الشوارع من المسلحين وادخار القوة للعدو المتربص الذي ما زال يسن أسنانه ويحد أنيابه، فالمستفيد الوحيد من تلك الحرب هم الصهاينة"، بحد قوله.

أذلة على المؤمنين

وشدد الشيخ القرضاوي على أن "البطولة ليست أن تستعرض عضلاتك على أخيك، ولكن البطولة أن تستعرضها على عدوك فالله عز وجل يقول: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة:54]".

ودعا فضيلته الأطراف المتنازعة إلى التجمع على مائدة حوار ليستمع كلُ إلى الآخر "دون استعلاء من طرف على آخر"، مطالبا إياهم بأن يتقوا الله في وطنهم.

وسيطرت قوى المعارضة بقيادة حزب الله على غالبية أحياء بيروت الغربية ظهر اليوم الجمعة بعد مواجهات مع أنصار تيار المستقبل. وقتل منذ أمس الخميس 11 شخصا على الأقل وجرح ثلاثون آخرون في هذه الاشتباكات، بحسب مصادر أمنية وطبية لبنانية.

نداء للعرب

ووجه الشيخ القرضاوي حديثه للعرب قائلا في خطبته: "عليهم الوقوف موقفا رجوليا وأن يقوموا بدورهم، ولكن ليس بعد فوات الأوان كعادتهم"؛ كما ناشد الأمين العام للجامعة العربية بأن يقوم بدوره في لبنان ليطفئ هذه الفتنة التي ستأكل الأخضر واليابس إن لم يتم السيطرة عليها وإطفاؤها سريعا.

وشدد القرضاوي على أهمية أن يسارع اللبنانيون بسد الفراغ الرئاسي، وذلك بانتخاب الشخصية المتفق عليها من جميع طوائف لبنان وتياراته المختلفة وهو "ميشال سليمان" والذي أظهرت الأيام حكمته وحياديته.