العلامة القرضاوي يتوسط الحضور في المؤتمر

أكد فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي- رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- في كلمته خلال الجلسة الأولى لمؤتمر "مكة مركزا للأرض" الذي عقد في الدوحة السبت 19-4-2008 أهمية مكة وفضلها وقداستها ومكانتها بالنسبة للمسلمين.

وقال إن إثبات نظرية توسط مكة للأرض اليابسة هو تأكيد وتثبيت للهوية الإسلامية، وتدعيم لعزة المسلم بدينه وأمته وحضارته.

القبلة من أهم مظاهر الوحدة

وأشار فضيلته إلى بعض خصائص الأمة الإسلامية ومنها أنها أمة وسط كما ذكر القرآن وتشريفها برسالة الإسلام الخاتم الذي جاء به رسول الإنسانية محمد (صلى الله عليه وسلم) وتكريمها بالقرآن المحفوظ من كل تحريف أو تبديل.. كما جعل الله فيها خير بيت وضع للناس في الأرض وهو الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في كل زمان ومكان.

وأضاف إن قبلة المسلمين تعد من أهم مظاهر الوحدة بينهم؛ حيث يتوجه إليها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها خمس مرات في اليوم، وإن الله يصطفي ما يشاء من الأمكنة والأزمنة والبشر والملائكة.

الإسلام والعلم

وأكد الشيخ القرضاوي أن الإسلام ليس لديه مشكلة مع العلم، خاصة إذا بحث هذا العلم في شيء ووصل إلى حقائق علمية صحيحة، مشيراً إلى أن الإسلام يرحب بالعلم ونتائجه.

وليس هناك أي صراع بين الإسلام والعلم، وإن الإسلام يرحب بكافة العلماء الذين يبحثون حول مكة.

وأعرب عن شكره العميق للإخوة الذين بذلوا جهداً لتنظيم هذا المؤتمر من أجل تثبيت الهوية الإسلامية، وتثبيت اعتزاز المسلم برسالته، وبدينه، وبأمته، وحضارته. كما وجه شكره للإخوة العلماء الذين لبوا النداء وحضروا إلى قطر للمشاركة في هذا المؤتمر بما أتاهم الله من علم، سائلاً المولى عز وجل أن يثمر هذا اللقاء خيرا لنا ولأمتنا جمعاء.

وقال: لقد أكرم الله هذه الأمة أن جعلها خير أمة أخرجت للناس وأكرمها بأنه خصها بخير كتاب منزل وهو بمثابة الوثيقة الإلهية الوحيدة التي تتضمن كلمات الله لهداية البشرية، ذلك الكتاب الميسر المعجز، مضيفاً أن الله أكرم هذه الأمة بأفضليات كثيرة من بينها أنه جعل لهذه الأمة خير بيت وضع في الأرض - الأرض المباركة التي سماها القرآن الكريم بأم القرى (مكة المكرمة).

مضيفاً أن الله جعل من الأمة الإسلامية أمة وسطا كما ذكر القرآن وتشريفها برسالة الإسلام الخاتم الذي جاء به رسول الإنسانية محمد (صلى الله عليه وسلم).

ساعة مكة تحدد القبلة من أي مكان في العالم

ساعة مكة

وخلال المؤتمر عرض المخترع ياسين الشوك الفلسطيني الأصل الفرنسي الجنسية قصة وتفاصيل اختراع "ساعة مكة" والتي أكدت بصورة عملية أن مكة هي مركز الأرض وهي الأحق بالتوقيت العالمي الصحيح بدلا من توقيت جرينتش.

وقال الشوك: إن الساعة التي اخترعها تحدد القبلة من أي مكان في العالم وتدور عقاربها من اليسار إلى اليمين، كما هو الحال في كل الحركات الفطرية في الكون، مثل حركة الكواكب والمجرات حول الشمس، وحركة دوران الدورة الدموية في جسم الإنسان.

وأشار الشوك إلى أن قصة اختراع ساعة مكة بدأت عندما لاحظ أن كثيرا من المسلمين لا يستطيعون تحديد مكان القبلة في أثناء إقامتهم أو سفرهم في أماكن مختلفة من العالم، فعاد إلى النظريات الجغرافية للعلماء السابقين والتي ترى أن مكة هي مركز الأرض اليابسة معتمدا على أحدث الخرائط الطبوغرافية وخرائط المساحات وخرائط مكة المكرمة.

توصيات المؤتمر

واستعرض المتحدثون في المؤتمر- وهم نخبة من علماء الدين والأكاديميين المتخصصين في علوم الأرض- بعض الشواهد والأدلة العلمية التي تثبت صحة نظرية توسط مكة للأرض اليابسة التي اعتمد عليها مخترع ساعة مكة التي تحدد القبلة من أي مكان في العالم.. كما قدموا شواهد من القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة علي فضل مكة المكرمة التي سماها القرآن أم القرى.

وأوصي المشاركون في المؤتمر بضرورة تعميم فكرة اتخاذ توقيت مكة المكرمة توقيتا لجميع الدول العربية؛ لأننا أهل مكة وهي الأحق بتوقيتنا من توقيت جرينتش الذي ثبت أنه توقيت غير صحيح وغير علمي.

كما طالبوا باعتبار ساعة مكة خطوة على طريق التأصيل الإسلامي للمعارف؛ لأننا غرقنا بالفكر الغربي الذي خرب فكرنا ومنهجنا وعقيدتنا، فساعة مكة وسيلة عملية لتصحيح المعارف.