فولفغانغ أبنر أحد المختطفين |
دعا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي-رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" إلى الإفراج عن الرهينتين النمساويين اللذين خطفهما في تونس منذ 22 فبراير/شباط الماضي، بينما قالت النمسا إنها حصلت على تمديد للمهلة التي منحها الخاطفون من قبل لمحاولة ضمان إطلاق سراحهما.
وقال الشيخ يوسف القرضاوي في مستهل برنامج "الشريعة والحياة" على قناة الجزيرة إنه يدعو "باسم الله والإسلام والقرآن ومصلحة الأمة الإسلامية" إلى الإفراج عن الرهينتين "من أجل رفعة الدين الإسلامي".
كما أوضح أن "الإسلام يحظر اتخاذ الأبرياء رهائن من أجل ممارسة الضغط على الآخرين" مضيفا أن الرهينتين "لا ذنب لهما" وأنهما "من الأبرياء المدنيين الذين يراد بهم عقاب غيرهم".
وأكد د. القرضاوي أن "المسؤولية عندنا في الإسلام فردية"، مشيرا إلى أن "النمسا لها موقف طيب من الإسلام في أوروبا".
وكان الخاطفون حددوا منتصف ليل الأحد موعدا نهائيا للاستجابة لمطالبهم، مهددين بقتل الرهينتين، لكن النمسا قالت إن الموعد تم تمديده لفترة غير محددة.
قبول الفدية
وفي الجزائر قالت مصادر أمنية إن النمسا قبلت مبدأ دفع فدية، مضيفة أن المناقشات تتركز حول مبلغ خمسة ملايين يورو (6.7 ملايين دولار).
وأكدت المصادر الأمنية أن الجماهيرية الليبية وافقت على العمل وسيطا للمساعدة في إتمام الاتفاق، باستخدام نفوذها مع قبيلة محلية من الطوارق.
وطلب الخاطفون فدية مع إطلاق سراح عشرة من عناصر التنظيم المعتقلين بتونس والجزائر مقابل الإفراج عن الرهينتين، لكن مصادر أمنية بالجزائر قالت إن القاعدة توقفت عن المطالبة بإطلاق السجناء وتهتم الآن بالمال فقط.
نفي مالي
من جهة أخرى أكدت السلطات المالية أنه ليس لديها أي معلومات عن الرهينتين النمساويين، ونفت معلومات تداولتها وسائل إعلام محلية ودولية مفادها وجودهما على أراضيها.
وقال وزير الإدارة المحلية الجنرال كافو غونا كونيه لوكالة الصحافة الفرنسية "ليس لدينا أي معلومات تفيد بأن الرهينتين يوجدان على الأراضي المالية".
وكانت صحيفة النهار الجزائرية ذكرت السبت أنه تم تحديد موقع الخاطفين والرهينتين أندريا كلويبر (44 عاما) وفولفغانغ أبنر (51 عاما) شمال مالي على مسافة 150 كلم من كيدال.
وأشارت الصحيفة على موقعها الإلكتروني إلى أن الرهينتين تحتجزهما جماعة يقودها جزائري يدعى عبد الحميد أبو زيد بقاعدة تابعة للتنظيم بمنطقة تخضع لسيطرة قبيلة من الطوارق تعرف باسم البرابيش.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر بوزارة إدارة الأراضي أن مالي أرسلت السبت بعثة إلى شمال البلاد، في محاولة لتعقب آثار الرهينتين استنادا إلى ما نشرته النهار.
يُذكر أن الرهينتين النمساويين فقدا الشهر الماضي أثناء زيارة سياحية لتونس، وقال تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي إنه خطفهما يوم 22 فبراير/ شباط.
نداء للخاطفين
وفي النمسا وجّه ذوو الرهينة أندريا نداء إلى الخاطفين عبر شريط فيديو تم تسجيله أمس في سالزبورغ وأرسل إلى الجزيرة بنفس الليلة، عبرا فيه عن معاناتهما بعد خطف ابنتهما مناشدين الخاطفين الإفراج عنها وعن رفيقها.
وقال رينهارد لينز (67 عاما) والد الرهينة إن ابنته ورفيقها "صديقان للأمة العربية"، وإنه كان لفولفغانغ علاقات جيدة بالمسلمين وله صداقات معهم، وإن هدفهما كان "إقامة روابط ثقافية".