جانب من الوقفة الاحتجاجية أمام السفارة البريطانية |
الدوحة - اعتصم المئات من أنصار العلامة الدكتور يوسف القرضاوي-رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- الأربعاء 20-2-2008 أمام السفارة البريطانية في الدوحة في وقفة تضامنية معه سلموا خلالها رسالة إلى مسئولي السفارة احتجوا فيها على رفض الحكومة البريطانية منحه تأشيرة دخول إلى بريطانيا، مطالبين لندن بالعدول عن هذا القرار "الظالم".
ولم تثن عاصفة رملية شديدة هبت على العاصمة القطرية المعتصمين من التجمع أمام السفارة وسط هتافات التكبير وهم يرفعون لافتات بالعربية وبالإنجليزية موجهة إلى رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون كتب عليها "مستر براون: لماذا ترفضون التسامح والحوار؟" و"مستر براون: كلنا قرضاوي".
وكتب على لافتات أخرى: "منع القرضاوي قرار تعسفي"، و"نعم لحرية التنقل لا للتمييز في التنقل".
كما ردد المعتصمون من القطريين والمقيمين بقطر هتافات عدة أمام السفارة التي أغلقت أبوابها بحواجز معدنية من بينها: "يا قرضاوي سير سير.. إحنا جنودك وأنت أمير". في إشارة للتضامن مع الداعية القرضاوي الذي يحظى بشعبية واسعة في العالم الإسلامي.
وقام وزير العدل القطري السابق نجيب محمد النعيمي بتسليم رسالة إلى نائبة رئيس البعثة الدبلوماسية البريطانية كلير إيفانس التي خرجت لتسلمها أمام إحدى بوابات السفارة.
وقال النعيمي (وهو محام) في تصريحات للصحفيين: "بصفتي ممثلا للداعية الشيخ يوسف القرضاوي أمام الحكومة البريطانية سلمت رسالة الاحتجاج هذه للمطالبة بإعادة النظر في القرار الجائر وغير القانوني".
المعاملة بالمثل
ولفت النعيمي إلى أن "قطر تؤمن بالتعايش السلمي وتحترم حقوق غير المسلمين، وقد أنشأت كنيسة لتساعد الأجانب المقيمين على أرضها في ممارسة شعائر دينهم".
وتساءل النعيمى: "هل تقبل بريطانيا وأوروبا أن يمنع رجال الدين المسيحي من دخول قطر للقاء المسيحيين في الكنيسة الجديدة؟". وأضاف: "إذا كانوا يقبلون ذلك فيجب أن نعاملهم بالمثل".
وتابع قائلا: "أبدينا اعتراضنا على ما حدث للشيخ القرضاوي، ونؤكد أن الشيخ لا يستجدي أحدا لدخول بلاده، وهو رمز من رموز الإسلام لا نسمح بأن تعامله أي دولة بما لا يليق بمكانته".
وكانت بريطانيا رفضت مطلع فبراير منح تأشيرة دخول القرضاوي بهدف العلاج.
من جهته قال الدكتور علي القرة داغي ممثل علماء قطر في الوقفة: "إنها وقفة جماعية تعبر عن ضمير الأمة إزاء موقف ظالم لمن نعتبره رمز الوسطية في الإسلام".
وأضاف د. القرة داغي أن "المستفيدين من القرار البريطاني هم المتطرفون من الجانبين، وهو موقف لا يعبر عن مواقف كل الدول الغربية".
وكانت السفارة البريطانية، التي انتقلت إلى مقر جديد قبل ساعات فقط من تنظيم الاعتصام أمامه، قد استبقت الوقفة الاحتجاجية بتصريح للسفير البريطاني بالإنابة رودي دروموند قال فيه إن السفارة "تدعم حق الاحتجاجات السلمية". وأضاف أنه سوف يحرص على تسليم المذكرة إلى السلطات البريطانية.
ورفض الدبلوماسي البريطاني طلب تعزيزات أمنية من قبل السلطات القطرية، مكررا ترحيبه بأي احتجاج سلمي.
بيان في القاهرة
وفي العاصمة المصرية القاهرة، ألغى نشطاء مصريون وقفة احتجاجية كان من المقرر تنظيمها في التوقيت نفسه أمام مقر اتحاد الأطباء العرب وسط القاهرة وذلك بسبب الظروف الأمنية المشددة عقب موجة اعتقالات واسعة في صفوف جماعة الإخوان المسلمين المعارضة، حسبما أوضح مصدر مقرب من الاتحاد.
واكتفى الاتحاد بإصدار بيان موقع من 100 شخصية من المثقفين والمفكرين، وقال الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب عبد المنعم أبو الفتوح: "إن الاتحاد لم يدع إلى وقفة احتجاجية لكنه أصدر بيانا". مشيرا إلى أنه اكتفى بالاحتجاجات التي تمت في قطر.
ويرأس الشيخ القرضاوي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي مقره في لندن، وسبق له أن زار بريطانيا في 2004 لكن زيارته ترافقت مع احتجاجات من جمعيات صهيونية وجمعيات مثليي الجنس اعتبرت أنه "معاد للسامية ويكره المثليين".
وسبق أن انتقد مجلس مسلمي بريطانيا الذي يشرف على منظمات إسلامية في البلاد قرار عدم منح تأشيرة الدخول.
وقال الأمين العام لمجلس مسلمي بريطانيا محمد عبد الباري: "إن القرضاوي يتمتع باحترام ونفوذ لا مثيل لهما في العالم الإسلامي". معربا عن خشيته من أن يوجه هذا القرار "رسالة خاطئة إلى المسلمين".