شعار الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين |
ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالهجمة الشرسة التي شنت وما زالت تشن على رأس الكنيسة الإنجيلية الأسقف روان ويليامز أسقف كانتربري لمجرد أنه أعرب عن رأيه في ضرورة إعطاء المواطنين المسلمين في بريطانيا بعضًا من الحرية في اتباع شريعتهم في بعض شؤون الأحوال الشخصية، كما أشاد بمواقفه المنصفة، ودعا أتباع الديانات الأخرى وغيرهم أن يسلكوا سبيل الإنصاف.
وقد صرح الأمين العام للاتحاد الدكتور محمد سليم العوا لموقع الاتحاد على الإنترنت أمس الثلاثاء 13-2-2008 أن من اللافت للنظر أن تحلّ هذه الهجمة بما واكبها من إسفافٍ في التعبير عن الرأي المخالف، في وقتٍ يتاح فيه لمن هبّ ودبّ أن يستهين بمشاعر الناس وعقائدهم بحجة حرية الرأي، ويهين مقدّسات مئات الملايين من البشر تحت مظلّة حرية التعبير، ويتحجج بحقوق الإنسان في وقت تُنْتَهَك فيه حقوق الإنسان كلّها وتُسْتَباح.
حضارتنا وحضارتهم
وأضاف العوا أود أن أُذكِّر العالم كلّه بأن الدولة الإسلامية أتاحت لجميع مواطنيها من أتباع الديانات الأخرى، منذ إنشائها على عهد رسول الله r، وعلى مدى مئات السنين، أن يمارسوا النُظُم المتعلقة بأحوالهم الشخصية كما تنصّ عليها دياناتهم على اختلافها، بكل حرية وبكل احترام، على الرغم من مناقضاتها في كثير من الأحوال للقوانين السائدة في الدولة الإسلامية؛ بل إن الدولة الإسلامية العثمانية قد نظّمت ذلك بقانون خاص، حتى كان يتاح لهؤلاء المواطنين من غير المسلمين أن يتقاضوا أمام محاكمهم الخاصة في كثير من الأحوال.
وعلق مستغربا: والطريف أن يُطلق على هذه العهود المشرقة اسم القرون الوسطى وعصور التخلف، ثم يُقال عن البلدان التي يُهاجم فيها رأس الكنيسة لمجرّد إبداء رأيه في أمر من الأمور إنها البلدان المتقدمة والمتطورة التي تقدم المثال الذي ينبغي أن يُحتذى على درب الحضارة والتقدم.
أسقف كانتربري: لابد من تطبيق قوانين إسلامية
وكان روان وليامز كبير أساقفة كنيسة كانتربري (الكنيسة الإنجليكانية البريطانية) قد صرح لهيئة الإذاعة البريطانية يوم الخميس 7-2-2008: إن بريطانيا تتسامح مع تطبيق شرائع ديانات أخرى في البلاد.. وإن تطبيق بعض جوانب الشريعة الإسلامية في بريطانيا أمر لا يمكن تجنبه، ودعا إلى "تكيف بناء" مع ممارسات المسلمين في مجالات مثل منازعات الأحوال الشخصية، وشدد على أنه يجب أن تكون للمسلمين حرية الاختيار في منازعات قانونية بشأن الزواج والمسائل المالية.
وأطلق ويليامز تصريحات عدة سابقة مساندة للأقلية المسلمة في بريطانيا، مثل رفضه لحظر الحجاب، ولحوادث اعتداء على بعض المساجد عقب تفجيرات لندن في يوليو 2005 والتي تبناها تنظيم القاعدة.