رفضت حكومة جوردون براون منح رئيس الاتحاد للعالمي لعلماء المسلمين د. يوسف القرضاوي تأشيرة دخول إلى بريطانيا بهدف العلاج، وهو ما أرجعه القرضاوي إلى ضغوط كل من "المحافظين الجدد" و"اللوبي الصهيوني" و"الإعلام المحرض".

وكشف العلامة القرضاوي أن "موضوع التأشيرة الذي طال البحث فيه، حدثت بشأنه خلافات بين المسئولين في الحكومة البريطانية".

وأوضح في تصريح أدلى به مساء الأربعاء لفضائية "الجزيرة" أن "وزارتي الداخلية والخارجية في بريطانيا وافقتا على طلب الزيارة، لكن (ضغوط) المحافظين الجدد واللوبي الصهيوني والإعلام المحرض كانت وراء رفض الطلب في النهاية مثلما حاولوا إخراجي من بريطانيا منذ سنوات".

وتتخذ هذه الجهات الثلاثة موقفا عدائيا من الشيخ القرضاوي على خلفية تأييده للعمليات الاستشهادية الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، أوضح الشيخ القرضاوي - وهو أحد المشرفين على مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية في بريطانيا وعضو في مجموعة من المؤسسات البحثية الأوروبية - أن هذه الفتوى قديمة منذ نحو 20 عاما "ولها ظروفها وضروراتها"، مذكرا بأنه سبق أن دخل عدة مرات إلي بريطانيا بعد إصداره لها مع مجموعة كبيرة من العلماء.

كما ذكر بأنه كان سباقا إلى إدانة الاعتداءات التي وقعت في الغرب كهجمات 11 سبتمبر 2001 وتفجيرات مدريد  في 2004 ولندن 2005، واتهم الجهات التي سعت لمنعه من دخول لندن وتتهمه بالتشدد، بأنها "تريد إسلاما على هواها".

وكشفت مصادر مطلعة في الدوحة لـ"إسلام أون لاين.نت" أن السفارة البريطانية بالعاصمة القطرية أرسلت عبر الفاكس ردا اليوم الأربعاء على طلب كان قد تقدم به القرضاوي منذ عام تقريبا لدخول بريطانيا بهدف العلاج.

صمت رسمي

وتضمن الرد رفضا لمنح الشيخ القرضاوي تأشيرة دخول إلى بريطانيا بدعوى عدم توافق الطلب مع قوانين الهجرة، بحسب المصادر ذاتها.

ولم يصدر حتى مساء الأربعاء أي تعليق من الحكومة البريطانية على هذا الأمر.

وكان ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين قد اتهم رئيس وزراء بلاده جوردون بروان الأسبوع الماضي بالتردد في التعامل مع الشيخ القرضاوي بعد أن كشفت تقارير إعلامية بريطانية أن حكومته تعتزم السماح للشيخ بزيارة لندن بغرض العلاج، وذلك بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وطالب كاميرون حكومة براون بحرمان من اعتبرهم "وعاظ الكراهية" - على حد وصفه - من دخول المملكة  المتحدة. كما طالب بتقديم ضمانات بأنها لن تسمح للقرضاوي بدخول المملكة المتحدة. وفي رده عليه قال براون: إن حكومته "ستصدر بيانا بهذا الصدد في القريب العاجل".

وأثارت زيارة قام بها القرضاوي عام 2004  إلى لندن لتدشين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حملة عدائية من اليمين البريطاني المتشدد وجماعات صهيونية، غير أن عمدة لندن "كين ليفنجستون" تجاهل هذه الحملة وأصر على استقبال القرضاوي والاحتفاء به بوصفه من أبرز العلماء المسلمين الوسطيين الذين يحظون بتقدير واحترام كبيرين في العالم الإسلامي كله.

لكن القرضاوي - الذي يشغل منصب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والدراسات - رفض الاتهامات الموجهة إليه وأكد أنه أسيء فهمه، وتمسك برأيه المعلن من العمليات الاستشهادية الفلسطينية، ووصفها بأنها "سلاح الضعيف".