ناشد فضيلة العلامة د.يوسف القرضاوي – رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين - الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إلى نسيان ذواتهم والانتصار على خلافاتهم التي تفرقهما في هذه اللحظة، وأن يفكروا في مصير فلسطين وحدها، والعودة للحوار خدمة للقضية والشعب الفلسطينيين. جاء ذلك خلال خطبة الجمعة أول أمس 25-1-2008 بمسجد عمر بن الخطاب بالدوحة .

وشدد فضيلته على أن بديل الحوار هو الاقتتال، داعيا الفصيلين الكبيرين " فتح وحماس " إلى الحوار، مشيراً إلى أن القاهرة مفتوحة لهم، في إشارة إلى دعوة الحكومة المصرية الفصائل الفلسطينية للحوار على أرضها.

وأثنى القرضاوي على صمود الشعب الفلسطيني الذي يصمد رغم كل ما يمر به من تجويع وحصار مستمر منذ ثمانية أشهر.

وعبر القرضاوي عن شكره لمصر شعباً وحكومة وقيادة لوقوفها إلى جانب الفلسطينيين المحاصرين بالقطاع،كما حيا رئيسها حسني مبارك على ما صدر منه من تصريحات بشأن الأزمة الحالية، مؤكدا أن هذا الموقف يعد واجبا وطنيا وفريضة دينية تجاه أي مسلم، داعيا إياه إلى الثبات على موقفه من الاستمرار في فتح معبر رفح، وضرورة الصمود في مواجهة الضغوط التى تمارس على مصر في هذا الصدد.

وناشد الداعية الإسلامي الدول الإسلامية اتخاذ موقف موحد لرفع الحصار عن غزة وعدم الاستجابة لأي ضغوط، مؤكدا على وجوب وقوف الأمة الإسلامية جميعا مع الشعب المحاصر، مشيدا بالموقف القطري على المستوى الدبلوماسي في تخفيف الحصار، ومذكرا المسلمين بضرورة تواصل المقاطعة لبضائع الأعداء.

مسيرة ضخمة

وفي ختام خطبته دعا القرضاوي إلى الخروج بمسيرة بعد صلاة الجمعة للتعبير عن الغضب من الحصار الإسرائيلي "ونصرة الفلسطينيين المحاصرين في غزة".

وكان الآلاف من المواطنين والمقيمين في قطر قد انطلقوا في مسيرة ضخمة بناء على دعوة العلامة القرضاوي وبالتنسيق مع المجلس البلدي في قطر إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة تضامنا مع الفلسطينيين المحاصرين في غزة.

وكما أفاد مراسل وكالة فرانس برس فإن أكثر من خمسة آلاف متظاهر رددوا شعارات مساندة لشعب فلسطين.

وتقدم المسيرة عدد من الشخصيات القطرية، من بينهم الداعية الإسلامي ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د.يوسف القرضاوي وقيادات المجلس البلدي المنتخب وشخصيات دينية ووطنية.

كما لوحظت مشاركة عدد كبير من النساء في المسيرة التي انطلقت من جامع عمر بن الخطاب الذي ألقى فيه الشيخ القرضاوي خطبته الأولى منذ عدة أشهر بسبب المرض.

شوق ومودة

وكان فضيلته قد بدأ خطبته مشيرا إلى ما بينه وبين منبره من علاقة قائلا: مضت بضعة أشهر ولم يقدر لي أن أعتلي هذا المنبر الذي صار بيني وبينه رابطة ومودة .. بين الخطيب ومنبره صلة عميقة، يشتاق إليه ويحن إليه إلى جمهوره وإلى تلاميذه والى أحبائه، قدر الله علي أن أحرم من هذا المنبر بسبب ما ابتليت به من مرض ودعا:أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعله كفارة لي، كفارة لسيئاتي وذنوبي، وما أكثرها، فكلنا خطاءون وخير الخطائين التوابون المستغفرون.. وعلق قائلا: لهذا كنا في حاجة إلى الآلام والأسقام في هذه الدنيا لنتخفف بها من خطايانا لنلقى الله أخف أحمالا.. هكذا أراد الله عز وجل.. لذلك لا ينبغي للمؤمن أن يجزع ولا أن ييأس إذا أصابته المصائب والأمراض.. وهكذا ثواب الله على كل ما يبتلى به، قل أم كثر صغر أم كبر.. إذا احتسب وصبر ورضي كان ذلك في ميزانه يوم القيامة. ومن الموقف الشخصي إلى الموقف العام قال فضيلته: إن بلاء الأفراد في الدنيا مهما يعظم ومهما يكبر يخف ويصبح هينا إذا قورن ببلاء الأمة، مشيراً إلى ما تمر به الأمة من محن كان آخرها الحصار المضروب على غزة من قبل المحتل الإسرائيلي وبمساندة ودعم أمريكا.