ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالمجزرة التي ارتكبها المحتل الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين في غزة أمس الأول 15 يناير 2008، وهو ما أسفر عن سقوط ما يزيد عن خمسين فلسطينيا بين قتيل وجريح، وقد صرح الأمين العام للاتحاد الدكتور محمد سليم العوا لموقع الإتحاد على الإنترنت أمس قائلاً: "إن الاتحاد يشعر بعظيم الألم للمجزرة الصهيونية الإجرامية التي تجاوز عدد ضحاياها الخمسين فلسطينيا بين قتيل وجريح".

وأكد العوا على أن مثل هذا السلوك من المحتل الإسرائيلي سيجلب عليه مزيدا من الخوف وعدم الأمان داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مبررا ذلك بأن سلوك الشعب الصهيوني المستمر تجاه أهلنا في غزة سيجلب عليه المزيد من الخوف والدمار وفقدان الأمن.

أجيال المجاهدين

وأضاف العوا: "الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة العربية والإسلامية سيقدمون جيلا وراء آخر من المجاهدين الذين باعوا أنفسهم لله سبحانه وتعالى فاشتراها منهم، مرددا قول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة:111].

ودعا الاتحاد إلى الشد على أيدي المجاهدين في سبيل هذا الحق، انطلاقا من أن للفلسطينيين الحق الشرعي والقانوني في أرض فلسطين من النهر إلى البحر، وكما قال د.العوا: "إن الاتحاد العالمي يؤكد الحق الفلسطيني الشرعي والقانوني في أرض فلسطين كلها من النهر إلى البحر، ويشد على يد المجاهدين في سبيل هذا الحق، موقنا أن دماء الشهداء لن تضيع هدرا، ولن تذهب سدى".

وأهاب الاتحاد بالحكومات العربية والإسلامية إلى التضامن من أجل نصرة الشعب الفلسطيني الذي يواجه العدو المحتل أعزل دون أية إمكانيات، كما طالب برفع الحصار المقام على غزة، واختص البيان الحكومة المصرية بضرورة الإسراع في إنهاء الحصار على غزة؛ كي يتمكن الجرحى الذين لا يجدون علاجا في غزة من الدخول إلى أرض مصر -التي وصفها البيان بالكنانة- ليجدوا فيها العلاج المناسب، مبينا أن مصر وسعت كل حر عربي على مدى التاريخ.

جريمة إسرائيلية

وكانت أكثر من 20 آلية عسكرية ودبابة إسرائيلية تُرافقها جرافتان تقدمت أمس الأول فجأة في مُحيط منطقة "دوار ملكة" بحي الزيتون شرق مدينة غزة، وشرعت في قصف مدفعي بتغطية من مروحيات هجومية وطائرات الاستطلاع.

وقد أسفر هذا الهجوم عن استشهاد 18 فلسطينيًّا، وإصابة ما يزيد عن 40 آخرين بجراح، في قصف مدفعي إسرائيلي على حي الزيتون أمس الأول الثلاثاء.

وبالتزامن مع هجوم الآليات والمروحيات المدعومة من طائرات الاستطلاع، بادرت قوات إسرائيلية خاصة باقتحام منطقة بئر أبو دية شرق حي الزيتون أيضًا؛ حيث قصفت المنطقة بالدبابات، وهو ما أوقع 6 شهداء بينهم رجل مُسن، وفي القصف ذاته أُصيب العشرات بجراح.

وكان 3 شهداء آخرون ارتقوا -جراء قصف المدفعية الإسرائيلية- مبنى مدرسة ومركز تجاري مجاور في محاولة للتحصن، لكن المروحيات استهدفتهم بقصف سريع.

أشلاء ودمار

بعدها بفترة زمنية قصيرة أطلقت مروحية إسرائيلية صاروخين تجاه تجمع مماثل للمقاومين الفلسطينيين في محيط المنطقة نفسها، وهو ما أسفر عن استشهاد ثلاثة، وإصابة عدد آخر بجراح، فيما استشهد مواطنان برصاص القناصة الإسرائيليين، وعُثـر على جثماني شهيدين آخرين مُضرجين بدمائهما على الأرض بعد انسحاب قوات الاحتلال من شرق غـزة، كما تُوفّي مصابان في وقت لاحق متأثرين بجراحهما.

وفور انتهاء الهجمات المتوالية التي دامت أقل من ساعة، انسحبت الآليات الإسرائيلية من حي الزيتون مخلفة دمارًا هائلاً في الأراضي الزراعية والمباني السكنية وعدد من الممتلكات الأخرى.

الدكتور معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة صرح من جانبه أن القذائف التي استخدمتها قوات الاحتلال شرق غزة "غير اعتيادية، وهي من النوع المسماري والانشطاري، وتحدث تمزقات وحروقا في أجساد المصابين"، وهو ما يفسر وصول جثامين الشهداء كلهم إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة ممزقة الأشلاء.