الدوحة– دعا العلامة د. يوسف القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والشرفاء في العالم إلى التدخل لإعادة حجاج قطاع غزة العالقين على الحدود المصرية إلى ديارهم، واصفا ما يتعرضون له بأنه "عيب في حق البشرية".
كما أدان د. القرضاوي حادث اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية بينظير بوتو مؤكدا أنه "سلوك لا يقره الإسلام"، ناعيا في الوقت نفسه إلى العالم الإسلامي الشيخ عبد الله الأحمر رئيس مجلس النواب اليمنى.
جاء ذلك في أول ظهور علني للدكتور القرضاوي في برنامج "الشريعة والحياة" الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية مساء الأحد بعد انقطاع دام شهرين عن البرنامج إثر إصابته بوعكة صحية.
وخلال الحلقة، طالب القرضاوي جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي "والأحرار والشرفاء في الغرب والشرق" بالتدخل لحل مشكلة الحجاج الفلسطينيين العالقين بسيناء.
وقال: "عيب على البشرية أن يحدث فيها في القرن الواحد والعشرين مثل هذا التصرف (أزمة الحجاج) الذي لا يليق ولا يصح أن يستمر".
وأعرب عن حزنه وأسفه؛ لأن جميع الحجاج عادوا إلى أوطانهم جميعا بسلام "إلا حجاج فلسطين المساكين"، مضيفا: "كل شيء أصبح صعبًا على أهل فلسطين، حتى العبادة والفريضة التي يتساهل فيها الناس ويتسامح فيها المختلفون والمتحاربون".
وتساءل عما تريده إسرائيل من الحجاج الفلسطينيين ومعظمهم من كبار السن: "لماذا لا يفتح لهم معبر رفح الحدودي (بين سيناء وقطاع غزة)؛ ليعودوا إلى ديارهم كما عاد غيرهم من الحجاج".
وما زال أكثر من ألفي حاج فلسطيني عالقين في الأراضي المصرية منذ يومين في ظل رفض إسرائيل مرورهم عبر معبر رفح إلى قطاع غزة ومطالبتها بمرورهم عبر معبر (كرم أبو سالم) الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، وهو الأمر الذي يرفضه الحجاج، وتقول السلطات المصرية إنها تتفاوض مع إسرائيل للسماح بمرورهم عبر معبر رفح.
اغتيال بوتو
وعلق الدكتور القرضاوي على حادث اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية بقوله: "إنه أمر لا يقره الإسلام ولا يقره العقل والقانون ولا تقره الأخلاق".
وقال إنه قد لا يتفق مع نهج بينظير بوتو، ولكنه اعترض على الاغتيال كأسلوب، مؤكدا أنه "سلوك جربه الناس قديما وحديثا، ولم يحل مشكلة، ولم يسقط نظامًا، ولم يغير حكومة، ولا غير نهج حياة، وهو دماء تسيل بلا فائدة".
واغتيلت بوتو في هجوم يوم الخميس الماضي وسط حشد من أنصارها في مدينة روالبندى شرق باكستان.
آلية مقاومة الظلم
وانطلاقا من حادث الاغتيال تطرق الدكتور خلال حديثه عن قضية "العدل"، حيث أكد أنه "أساس الملك"، وأن "الحياة لا تعمر ولا تطيب ولا يعيش الناس في أمن واطمئنان إلا إذا توافر العدل".
وشدد على أهمية تعريف الناس بماهية العدل وترغيبهم في إقامته، بالإضافة لتوفير مناخ إيجابي صالح لتطبيق العدل من خلال إيجاد الأسوة الصالحة ممثلة في الحاكم العادل.
كما أكد أن: "المُلك يخرب إذا انتشر الظلم وساد ولم يجد من يقاومه". لكنه حدد آلية مقاومة الظلم والوقوف في وجه الظالمين، فقال: "إنها تكون بتوعية الناس بحقيقة العدل والظلم، وأن يتعودوا على إقامة العدل ومحاربة الظلم في حياتهم، وبتربية الأمة على حب العدل وكراهية الظلم"، منتقدا السلبية في مواجهة الظلم.
وردا على سؤال حول علاقة انتشار الفساد في الدول العربية والإسلامية وغياب العدل قال القرضاوي: "إن غياب العدل وانتشار المظالم سبب مباشر لفساد الأرض وخرابها".
ووصف الدول العربية والإسلامية بأنها "بلاد الكبت والقيود والأغلال والظلم الإنساني؛ حيث لا يستطيع الإنسان فيها أن يمارس أبسط حقوقه".
من رجالات الأمة
ولم يفوِّت الدكتور القرضاوي الفرصة لينعى إلى الأمة الإسلامية الشيخ عبد الله الأحمر الذي يشيع جثمانه اليوم الإثنين جنوب العاصمة صنعاء.
ووصف القرضاوي الشيخ الأحمر بأنه "من رجالات الأمة القلائل.. كان نصيرًا لكل عمل خيري ودعوي وجهادي على المستوى الوطني والعربي والإسلامي". مشيرا إلى أن علاقاته بالشيخ الأحمر مر عليها أكثر من ربع قرن.
وذكر أنه عرف الشيخ الأحمر منذ أكثر من ربع قرن وهو يجاهد في عدة ميادين. ودعا الله أن يتقبل الفقيد في الصالحين من عباده وأن يسكنه الفردوس الأعلى وأن يلهم أهله وذويه والشعب اليمني والعربي والإسلامي جميعا الصبر والسلوان وان ينزل عليهم سكينته وأن يغفر له ويرحمه ويخلفه في أهله وذريته بخير مايخلف عباده الصالحين .
وكان الشيخ الأحمر قد توفي يوم الجمعة الماضي بالعاصمة السعودية الرياض بعد صراع مع المرض.
شكر خاص
كما انتهز الشيخ فرصة عودته بعد غياب شهرين عن جمهوره ومحبيه فشكر إخوانه الذين غمروه بفضلهم وأطالوا السؤال عنه طوال مرضه . وتمنى أن يكون مرضه تطهيرا وتكفيرا مشيرا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم :"ما يصيب المسلم من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا حذر ولا أذي حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه "