د. العوا الأمين العام للاتحاد |
رفض الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – الذي يترأسه فضيلة العلامة د.يوسف القرضاوي- المشاركة في أي حوار مع الفاتيكان قبل أن يعلن البابا بنديكت السادس عشر حذف العبارات المسيئة للإسلام وللرسول e من محاضرته التي ألقاها في ألمانيا في سبتمبر 2006م.
جاء ذلك في تصريح خاص أدلى به الأمين العام للاتحاد د. محمد سليم العوا لموقع الاتحاد على الإنترنت أمس 24-12-2007؛ حيث قال فيه: "موقف الاتحاد من مسألة الحوار مع الفاتيكان هي عدم المشاركة في أي حوار إلا بعد أن يعلن البابا حذف العبارات المسيئة للإسلام وللرسول e من محاضرته التي ألقاها في ألمانيا في سبتمبر 2006م".
وفي الوقت ذاته، أكد د.العوا على تقدير الاتحاد لجهود عدد من علماء الإسلام الذين يهدفون إلى التعريف الصحيح بالإسلام في ديار غير المسلمين، وتبيان حقائق الإسلام للغرب من خلال التواصل مع الغرب بوجه عام والكنائس الغربية بشكل خاص.
كما أعرب العوا عن أمنياته أن يكلل الله هذه الجهود المبذولة بالتوفيق والنجاح، موضحا أن موقف الاتحاد من مسألة الحوار لا يلزم أو يقيد العلماء الآخرين غير المنضوين تحت لوائه؛ حيث أوضح أن "الاتحاد يقدر الجهود المبذولة من جانب عدد من العلماء المسلمين لتوضيح حقائق الإسلام للغرب بوجه عام وللكنائس الغربية بوجه خاص، ويتمنى لهذه الجهود كل التوفيق، مؤكدا أن موقف الإتحاد من مسألة الحوار مع الفاتيكان لا يقيد العلماء الآخرين غير المنضوين تحت لواء الاتحاد، ولا يقيد من يرى فائدة للحوار مع الفاتيكان أو غيره من الكنائس، ما دام ذلك لا يجري باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ولا تحت مظلته".
وفي ختام تصريحاته، أكد الأمين العام على احترام الاتحاد لسائر علماء الأمة ومفكريها ودعاتها، واستعداده الدائم للتعاون مع الجميع في كل ما فيه مصلحة الإسلام والمسلمين.
تصريحات د.العوا تجيء على خلفية الدعوة التي وجهها بابا الفاتيكان يوم 29-11-2007 لوفد من كبار علماء المسلمين -ممن وقّعوا في أكتوبر الماضي على رسالة مفتوحة تدعو للحوار بين الأديان- إلى اجتماع في الفاتيكان.
البابا يرفض الاستجابة
كان الاتحاد العالمي قد أعلن من قبلُ انتهاء الحوار مع الفاتيكان -ردا على رفض البابا بنديكت السادس عشر- التراجع عن الإساءة التي وجهها للإسلام؛ حيث دعا الاتحاد المسلمين إلى الاعتصام في المساجد لمدة ساعة بعد صلاة الجمعة 29 شعبان 1427هـ، وتوجيه رسائل إلكترونية إلى الفاتيكان لإظهار احتجاجهم على موقف البابا.
كما كشف الأمين العام في تصريحات خاصة لـ"موقع الاتحاد" الخميس 21-9-2006 عن أن جهات مسئولة بالفاتيكان وفي جمعية سانت دييجو التابعة للفاتيكان أبلغته رسميا أن البابا بنديكت رفض إجراء التغيير الذي كان الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد طالب البابا بإدخاله على نص محاضرته؛ بحيث يتم حذف العبارات المسيئة للإسلام من نص المحاضرة.
انتهاء الحوار
وفي تصريح صوتي عبر قناة "أوربت" الفضائية مساء الأربعاء 20-9-2006، قال د.العوا: "باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بصفته المرجعية الشعبية للمسلمين، وجميع الجمعيات الإسلامية المشاركة معنا، أعلن انتهاء الحوار مع الفاتيكان، وهدم العمارة الكبيرة للحوار التي استمر بناؤها 46 سنة... انتهت من اليوم أي صلة بيننا وبين الفاتيكان".
وأضاف: "ظللنا ثلاثة أيام متواصلة نتداول مع الإخوة في الفاتيكان وفي كنيسة سانت دييجو حول تصريحات البابا المسيئة للإسلام، أبدوا خلالها مرونة وتفهما للموقف، واتفقنا على حذف العبارات المسيئة للإسلام، وقالوا: إن وزير خارجية الفاتيكان موافق على الحذف، غير أنهم اتصلوا بي في الخامسة من مساء الأربعاء من الفاتيكان، وأبلغوني أن البابا مُصِرّ على عدم حذف أي شيء مما قاله".
اقرأ أيضا:
300 رجل دين مسيحي يعتذرون للمسلمين
الاتحاد يعلن انتهاء الحوار مع الفاتيكان بعد رفض البابا الاعتذار