الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقه

تلقى فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي رسالة من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، يشكره فيها على مشاعره تجاه الشعب الجزائري وبلده الجزائر، قائلاً:

"تفضلت برسالتكم الغراء شاكرا ممتنا؛ لما فيها من عواطف الصدق والإخاء تجاه شعبكم في الجزائر، على إثر ما ارتكبته الفئة الضالة من جرم وإثم في حق الأبرياء".

وأكد بوتفليقة على أن هذه الرسالة كانت بمثابة النصيحة؛ لما احتوت عليه من آراء سديدة، كما أنها زادته ثباتًا على موقفه من مبدأ المصالحة والمؤاخاة الذي يتبناه كسياسة للتوافق الوطني في الجزائر، مبينًا أنه يسعى لإقرار العدل والمساواة وإرساء أسس نهضة اقتصادية تخلص البلاد من براثن الفقر والظلم التي تعد بيئة خصبة تفرخ التيارات الهدامة، مضيفاً:

"لقد استزدت انتصاحا برأيكم السديد، وزدت ثباتا على مبدأ المصالحة والمؤاخاة بين الناس، والدفع بالحسنى، وإشاعة السلم، والاجتهاد في طريق العدل والمساواة، والعمل على إرساء أسس نهضة اقتصادية تحرر الأمة من بؤس الفاقة، وربقة الدائنين، فتزكى أعمالها، وتنهض على نهج قيم خالٍ من الشطط والتطرف والغلو، محصن ضد التيارات الهدامة، ومظاهر الاستلاف والتفسخ".

وقد أظهر بوتفليقة حرصه الأكيد على هذا النهج مبشرًا بأن الهزيمة والخسران هي مآل هذه الفئة: "لن نستنكف بإذن الله تعالى عن سبيل المصالحة، مهما عتت نفوس البعض وتحجرت، ومهما صُمّت آذانهم عن سماع قول الحق واليقين".

وأثنى بوتفليقة على رسالة القرضاوي التي فندت دعاوى القائمين على هذه الضربات الإرهابية، وكشفت عن ضعف حججهم والأهداف التي تقف وراء هذا العمل، موضحا أن تاريخ القرضاوي يشهد على سعيه الدءوب لرأب الصدع بين المسلمين، من منطلق غيرته وحرصه على أبناء الأمة قائلاً: "لقد أجابت رسالتكم عن هؤلاء، وأفحمت دعاواهم، وعرتهم من عللهم وأسبابهم وأهدافهم، فذكرتم من الآيات والأحاديث والأمثلة ما يقوض بنيانهم القائم على الضلال، كأنه عهن منفوش، وما يبطل هرطقاتهم، ويبعد انحرافاتهم".

وفي نهاية الخطاب حمد الرئيس الجزائري الله على أن شفى الشيخ القرضاوي ومَنَّ عليه بالصحة والعافية، مؤكدًا على مكانته العالية في قلوب الجزائريين والجزائريات.