الجزائر - أسهمت الدعوة التي أطلقها أخيراً الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ودعا فيها الجماعات المسلحة بالجزائر للتوبة ومراجعة أفكارها على غرار الجماعة الإسلامية بمصر في تخلي 18 مسلحًا من الجماعة السلفية للدعوة والقتال (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي حاليا) عن العنف، بحسب صحيفة " الجزائر نيوز".
ونقلت الصحيفة في عددها الصادر أمس الأحد عن مصادر أمنية جزائرية قولها: إن "قرار المسلحين جاء -بشكل أساسي-؛ استجابة للنداء الذي وجهه مؤخرًا الشيخ القرضاوي لعناصر التنظيمات الإرهابية من أجل إلقاء السلاح والتخلي عن خيار العنف".
وأوضحت الصحيفة أن 18 مسلحًا من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي سلموا أنفسهم بالفعل إلى قوات الشرطة بحي الحميز شرقي العاصمة الجزائرية، بعدما كانوا ينشطون في مناطق مثل خميس الخشنة بولاية بومرداس (70 كم شرق العاصمة) – ومفتاح بولاية البليدة (50 كم غرب العاصمة).
وأشارت الصحيفة إلى أن أفراد المجموعة سلموا أنفسهم بعد مرور نحو أسبوعين على النداء الذي وجهه الشيخ القرضاوي للتنظيمات المسلحة لمراجعة أفكارها والعدول عن منهجها الدموي.
ولفتت نقلا عن المصادر الأمنية ذاتها إلى أن أحد عناصر المجموعة المسلحة التائبة يعد من قدامى الملتحقين بالمجموعات الإرهابية، إذ يزاول نشاطه المسلح منذ قرابة 12 عاما، لكنه توقف بعد دعوة القرضاوي.
أسباب أخرى
وفي سياق متصل لفتت الصحيفة إلى أسباب أخرى ساهمت في مراجعة هؤلاء المسلحين لأفكارهم وعدولهم عن خيار العنف، فأوضحت أن هذه المجموعة التائبة شرعت في مراجعة أفكارها منذ محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها مصطفى كرطالي أحد القادة الميدانيين لما كان يعرف بـ "الجيش الإسلامي للإنقاذ" بمدينة الأربعاء نهاية أغسطس الماضي، والتي أعلنت "القاعدة" مسئوليتها عنها.
وبحسب الصحيفة فإن هذه المحاولة لقيت معارضة من هذه المجموعة وعززت قناعتها بنبذ خيار العمليات الانتحارية الذي يتبناه عبد المالك درودكال (الملقب بـ"أبو مصعب عبد الودود")، وهو أمير ما يسمى بـ"القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" لما فيه من إزهاق لأرواح الأبرياء بغير وجه حق.
ويتوقع مراقبون للشأن الأمني في الجزائر أن تتوالى موجة التوبة في صفوف المجموعات المسلحة خلال الأيام القليلة القادمة خصوصًا بعد استسلام حسان حطاب الزعيم السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال.
ويعتزم حطاب في الأيام القليلة التي تسبق عيد الفطر المبارك -بحسب بعض المصادر- توجيه نداء لباقي المسلحين الموجودين في الجبال لتطليق العمل المسلح.
وفي ظل هذه التطورات المتلاحقة يتوقع محللون أن تضعف قوة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب وقدرتها علي شن هجمات انتحارية جديدة مستقبلا.
وكان الشيخ القرضاوي قد وجه خلال رسالة مواساة وتعزية في ضحايا تفجيرين تبنتهما القاعدة، بعثها للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في 17 سبتمبر الجاري، نداء للتنظيمات المسلحة في الجزائر للعودة إلى رشدها ومراجعة أفكارها الخاطئة على غرار ما قام به أفراد من الجماعة الإسلامية بمصر قبل عدة سنوات حيث أعلنوا صراحة عن تخليهم عن منهج العنف والإرهاب.
اقرأ أيضاً: