احتجاجات مناهضة للرسوم المسيئة |
أشاد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالدور البارز الذي قامت به منظمة المؤتمر الإسلامي، وبموقف السفراء المسلمين في السويد تجاه نشر صحيفة نيريكس أليهندا التي تصدر في السويد رسمًا كاريكاتوريًا مسيئًا إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
ووجه الاتحاد نداء كان قد أذاعه في مناسبات سابقة، طالب فيه المجتمع الدولي ضرورة احترام الأديان وشعائرها وشرائعها والمقدسات لدى المؤمنين بها، موضحاً أنه إذا كانت حرية الرأي والتعبير ضرورة من ضرورات المجتمع الديمقراطي، فإن حدود هذه الحرية تقف عند عدم جواز التعدي على الغير فردًا أو جماعة أو مؤسسة دينية أو مدنية، أو دينًا أو عقيدة.
وشدد الإتحاد على أن القوانين في العالم كله تعاقب على إهانة الأفراد والمؤسسات، ولا تشمل بمثل هذه الحماية الأديان والمعتقدات.
وكان الإتحاد قد تابع عن كثب الآثار التي ترتبت على نشر الصحيفة السويدية هذه الإساءات، حيث أثنى على موقف الحكومة السويدية ودورها الايجابي تجاه الأزمة، مقارناً بين موقفها وموقف الحكومة الدانماركية تجاه إحدى الصحف التى قامت بفعل مشابه في شهر سبتمبر من سنة 2005.
وكانت الحكومة السويدية قد عقدت اجتماعاً مع اثنين وعشرين من السفراء المسلمين لديها، أكدت فيه على لسان رئيس وزراءها احترام الإسلام والمسلمين. جاء ذلك فى أعقاب البيان الصادر من الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي بتاريخ 30/8/2007م. وعلى الرغم من عدم تحقيق هذا اللقاء ما يراه المسلمون في العالم كله حقًا لهم على من أساء إلى نبيهم e، فإن الإتحاد اعتبر تصريح رئيس الوزراء السويدي الذي يعبر فيه عن احترامه بلاده الإسلام والمؤمنين به موقفًا ايجابياً، يستحق التقدير.
واجب الدول الإسلامية
ولفت الإتحاد النظر إلى واجب الدول الإسلامية في دفع المجتمع الدولي التصدي لتكرار هذه الرسائل البغيضة وإلي ضرورة التنبه إلى خطورة تكرار مثل هذه الأحداث على السلم والأمن الدوليين، كما طالبها بضرورة السعي لاتخاذ خطوات عملية تتمثل في إصدار التشريعات اللازمة في جميع البلدان، لمنع الإساءة إلى الأديان والأنبياء والكتب السماوية والمؤمنين بها، على أي نحو وفي أية صورة كانت هذه الإساءة.
كما أوضح البيان أن الدين الإسلامي يؤمن أبناؤه برسل الله جميعًا، قال تعالى:{لا نفرق بين أحدٍ من رسله} [البقرة:285]، كما يؤمن بالكتب السماوية المنزلة على هؤلاء الرسل كما في قوله تعالى :{آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون} [العنكبوت:46]، ويرى أن الأديان والأنبياء والمعتقدات والمقدسات يجب حمايتها بالوسائل القانونية كافة كما يُحمى الأفراد سواء بسواء.
ويُذَكِّرُ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العلماء والدعاة والمسلمين جميعًا في العالم كله، ببيانه الصادر في شهر رمضان 1427هـ = أكتوبر 2006م، حول إعادة نشر الرسوم الدانمركية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، وما أورده هذا البيان في نقاطه الست من تفصيل موقف الاتحاد وعلمائه، الذي يدعو إلى عدم الانشغال بالحملات المفتعلة على الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم عن القيام بواجب الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والعمل الدؤوب لتحقيق المشروع الحضاري الإسلامي، الذي يخلص المسلمين من التبعية لأعدائهم المجاهرين بهذه العداوة في جميع المجالات.
إن من واجب المسلمين، مع التنبه إلى كل موقف يقصد به إهانة الإسلام أو مقدساته، أن يكونوا دائمًا مرآة للوجه المشرق للإسلام، وتعبيرًا صادقًا عن الخلق الإسلامي الرفيع.
اقرأ أيضاً: