جانب من إحدى جلسات الملتقى

دعا العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اليوم الإثنين 16-7-2007 إلى إقامة "أخوة إنسانية" عالمية باعتبار البشرية جمعاء هي أمة واحدة من أب واحد وأم واحدة.

جاء ذلك خلال اليوم الأخير في فعاليات "ملتقى الإمام القرضاوي مع التلاميذ والأصحاب" في العاصمة القطرية الدوحة.

وقال الشيخ القرضاوي في كلمته بختام فعاليات الملتقى: "أدعو إلى أخوة إنسانية، البشرية كلها أمة واحدة من أب واحد وأم واحدة، هكذا علمنا الإسلام، وعلى هذا نمت ثقافتي الإسلامية منذ الصغر".

وتطرق القرضاوي في كلمته إلى موقف الغرب منه فقال: "أنا ضد العنف والغلو، ومع ذلك فأنا متهم بالعنف والغلو عند الغربيين، أنا مظلوم دائمًا لدى المتعصبين من بعض الأكاديميين والإعلاميين وبخاصة أصحاب القرار فى الغرب".

وأضاف "عموم المسلمين يقولون إنني إمام الوسطية وأدعو إلى السلم، بينما يأخذ البعض عليّ ذلك مدعيًا بأنني من المتساهلين".

وكشف القرضاوي أنه يكتب الآن كتابًا في فقه الجهاد في الإسلام يؤصل فيه كيف أن الاسلام دين السلام وليس دين الحرب. قائلاً: "أنا لا أجمل بذلك صورة الإسلام، وإنما هو بالفعل كذلك، حيث أبرهن على ذلك بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة ومن أقوال الفقهاء، وأناقش في الكتاب هذه القضية نقاشًا مطولاً".

اتهامات ورد

وفي السياق نفسه، أشار القرضاوي إلى لقاء جمع في السابق رئيس الوزراء الماليزي السابق أنور إبراهيم بمسئولين أمريكيين تحدث فيها إبراهيم عن الدكتور القرضاوي قائلاً لمحاوريه: "أنتم تظلمون الشيخ القرضاوي؛ لأنكم تتفقون معه في عشرات القضايا وتختلفون معه في قضية واحدة، وتحديدًا فيما يتعلق بدعمه للقضية الفلسطينية، والعمليات الاستشهادية من أجل تحرير الأرض المغتصبة".

وقال: "بالفعل أنا كذلك، أؤيد حركة حماس، وأؤيد حركة الجهاد وأرفض الاتفاقيات التي تؤدي إلى سلام واهم".

وأشار مازحًا إلى يمينه، حيث يجلس خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ثم نظر إلى يساره حيث يجلس المفكر الاسلامي الكبير راشد الغنوشي قائلاً وهو يضحك: جلوس هذا الإرهابي الخطير (في إشارة إلى مشعل)، وهذا الإرهابي من نوع آخر (في إشارة إلى الغنوشي) إلى جواري سيجعلهم يثبتون التهمة الظالمة عليّ".

وأشار الشيخ القرضاوي إلى أنه متهم لدى البريطانيين بعدة تهم، من بينها تأييده للعمليات الاستشهادية ومعارضة ممارسة الشذوذ.

وفي تعليقه على هذه الاتهامات، قال العلامة: "تمت استضافتي في برنامج شهير بإحدى المحطات التلفزيونية، وسألوني إن كنت أؤيد العمليات الاستشهادية، فقلت نعم، هذه عمليات اضطر إليها الفلسطينيون، لكني قلت أعطوهم سلاحًا ومدافع وطائرات وهم سيستخدمونها في الدفاع عن أنفسهم ولن يقوموا بها مرة أخرى".

عدالة القدر

وأكد "أنه من عدالة القدر أن تكون المرأة أو الرجل قادرًا على أن يضحي بنفسه لكي يلقي في نفوس المحتل الغاصب الخوف الرادع".

وفيما يتعلق بقضية الشذود، قال الشيخ القرضاوي: "هذا ليس موقفي أنا وإنما موقف كل الديانات السماوية، كما أنه موقف كل الحاخامات اليهودية أو رجال الدين المسيحيين وعلماء الدين الإسلامي".

وأضاف: "لو أن الرجل اكتفى بالرجل والمرأة اكتفت بالمرأة لانقرضت البشرية، وليس هذا من الفطرة، فقد أراد الله لهذه البشرية العمران في الأرض".

واتفق المشاركون في اليوم الختامي للملتقى اليوم الإثنين 16-7-2007 على عدة مشاريع احتفاء بمسيرة الشيخ القرضاوي الحافلة في خدمة الإسلام وقضايا الأمة، منها: إنشاء جائزة الإمام القرضاوي في تجديد الفكر الإسلامي، بالإضافة إلى وقفيتين، إحداهما لرعاية طلاب الدراسات العليا في العلوم الشرعية بالدول الإسلامية، والأخرى لرعاية الطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر الشريف.

وبدأت فعاليات الملتقى السبت 14-7-2007 بمشاركة أكثر من 100 شخصية من تلاميذ الشيخ القرضاوي وزملائه وأصحابه، من أكثر من 30 دولة.