الجامع الكبير بالدوحة |
يلقي فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين خطبة الجمعة 23-3-2007 في مسجد عمر ابن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة، كما يواصل فضيلته درسه الأسبوعي لتفسير القرآن الكريم بعد صلاة المغرب من يوم الجمعة بالجامع الكبير.
ويستأنف العلامة القرضاوي في خطبة الجمعة لهذا الأسبوع الحديث عن صحابة رسول صلى الله عليه وسلم ، حيث توقف في الجمعة الماضية مع الصحابي الجليل معاذ بن جبل، والذي وصف بأنه أعلم الصحابة بالحلال والحرام، وموضحا كيف خدم معاذ الإسلام في مختلف المجالات كداعية وواليا وإماما وفقيها ، وذلك رغم سنوات عمره القصيرة حيث توفي في الشام عن ثلاث وثلاثين أو ثمان وثلاثين سنة فقط.
وكان معاذ بن جبل كما قال النبي صلي الله عليه وسلم: ارحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل.. عرفه النبي، وعرفه الصحابة، وكانوا يلجأون إليه في الملمات .
وحضر معاذ بدرا وأحدا والخندق وفتح مكة وغيرهم من المشاهد والمعارك مع اليهود، وحينما ذهب إلي بني النضير دعاهم إلي الإسلام، وقال لهم: أليس هذا النبي الذي كنتم تقولون لنا انه سيأتي وسنحاربكم معه وسننتصر عليكم، وكنتم تستفتحون علينا به ، فيكذب اليهود ويقولون ما قلنا لكم شيئا من هذا، وينزل قول الله تعالي: ﴿وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ (البقرة : 89 ).
وكان العلامة القرضاوي قد أتم في درس الأسبوع الماضي من دروس تفسير القرآن الكريم في المسجد الجامع بالدوحة رحلته مع سورة إبراهيم، إحدى سور القرآن المكية، لافتا إلى أن الشوط الأخير من السورة كان بأكمله وعيدا وتخويفا على غير عادة القرآن في الجمع بين الوعد والوعيد والترغيب والترهيب، مفسرا ذلك بأن الآيات جاءت للتحذير من الظلم وعاقبة الظالمين، ومن ثم لم يكن هناك أي مجال للحديث عن اللين والترغيب.
وأوضح أن القرآن الكريم، مكيه ومدنيه، يهتم غاية الاهتمام بكراهية الظلم، وما ينتظر الظالمين من سوء المصير، ولذلك تكرر ذكر كلمة "الظلم" ومشتقاتها عشرات بل مئات المرات في مختلف سور القرآن.
وفسر القرضاوي ذلك بأن الظلم هو أساس خراب الدين والدنيا معا، فالإسلام لا يحب من المسلم أن يكون ظالما، ولا أن يكون عونا لظالم، ولا حتى أن يركن إلى ظالم؛ لأنه بمجرد الميل إلى الظالمين يعرض الإنسان نفسه إلى النار.