يصل شرم الشيخ اليوم الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين للمشاركة فى أعمال (ملتقى اقرأ الفقهي الفكري) المقرر أن تنطلق فى مدينة شرم الشيخ فى الفترة من 21-8-2005 إلى 22-08-2005 . ويناقش المؤتمر قضايا الإرهاب بدعوة من مؤسسة "اقرأ" الخيرية التي يرأسها رجل الأعمال السعودي الشيخ صالح كامل.

ويشارك بالمؤتمر جمع كبير من الفقهاء من مختلف أنحاء العالم يمثلون عددا من المجامع الفقهية الإسلامية ويتقدمهم الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي رئيس المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث، والدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، بالإضافة إلى وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق، ووزير الأوقاف السوداني الدكتور عصام البشير.

وكان فضيلة الشيخ قد أعرب عن استياءه الشديد من جراء التفجيرات الدامية الأخيرة التي وقعت داخل وخارج العالم الإسلامي معرباً عن صدمته مما وقع، وواصفاً القائمين عليها بأنهم ينتهجون "شريعة الظالمين".

وطالب القرضاوي الأنظمة الحاكمة في العالم العربي إلى حشد الجهود من أجل إطلاق "مصالحة بينها وبين الشعوب، وإلى مقاومة المظالم التي تقع على المسلمين "بالوسائل المشروعة".

وشدد فضيلة الشيخ فى بيان له صدر الأحد 24-7-2005 على أن الدين الإسلامي يعتبر "الأمن من أعظم نعم الله على الإنسان".

وكما جاء فى بيانه بصفته رئيساً للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين : "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "هاله ما يقع من تفجيرات وأحداث دامية داخل العالم الإسلامي وخارجه كالذي حدث في مصر (شرم الشيخ) وفي لندن وفي تركيا وفي غيرها مما ذهب ضحيتَه أعداد غفيرة من المدنيين الأبرياء الآمنين الذين سُفكت دماؤهم بغير جرم اقترفوه".

وشدد على أن "الأديان السماوية كلها والإسلام بصفة خاصة تؤكد احترام حق الحياة الإنسانية، وتحرم أشد التحريم الاعتداء عليها، وتقرر بكل وضوح أن الأصل في الدماء العصمة والحرمة إلا من أهدرها بإجرام أو فساد في الأرض"، مستشهدا بالحديث الشريف: "المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم".

وتابع قائلا: "إن شريعة الإسلام كما تحرّم قتل الأبرياء المدنيين تحرّم ترويع الآمنين، وتخويف المسالمين؛ لأن حق الإنسان شرعا أن يصبح ويمسي آمنا على نفسه وأهله وماله ودينه، وسائر حرماته وخصوصياته، ويعتبر الإسلام الأمن من أعظم نعم الله على الإنسان، والاعتداء عليه مما يوجب سخط الله في الآخرة، وعقوبته في الدنيا".

كما أكد القرضاوي فى مقالته المنشورة فى مجلة " وجهة نظر " القاهرية فى عددها الصادر هذا الشهر على رفضه الإرهاب فى شتي صوره وأشكاله قائلاً :" إننا ندين الإرهاب بكل صوره، مهما كانت دوافعه ومنطلقاته خيرة فى نظر أصحابه. فمن المعلوم أن الإسلام يرفض الفلسفة التى تقول بأن : الغاية تبرر الوسيلة". فالإسلام يلتزم ويلزم بشرف الغاية وطهر الوسيلة معاً، ولا يجيز بحال الوصول الى الغايات الشريفة بطرق غير نظيفة .مفرقاً في ذلك بين الإرهاب المشروع لأعداء الله و أعداء الأمة و الإرهاب غير المشروع الذي يروّع الآمنين و يأخذ البرآء بذنب غيرهم ولا يبالي ما سفك من دماء، و لا ما دمّر من منازل، و لا ما استحل من حرمات وأضاف قائلاً : " ونحن كما ندين الإرهاب ندين العنف الذى ننكره باسم الشرع .

وكان منتجع شرم الشيخ المصري قد تعرض لسلسلة تفجيرات فجر يوم 23-7-2005 أصابت فندقا وسوقا بالمدينة وأسفرت عن مقتل 64 شخصا على الأقل وإصابة المئات، بحسب المصادر الرسمية.