أبدى فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي اعتراضه على دعوة وزير خارجية قطر سعادة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني للقاء عرفات – شارون على أرض قطر، وقال: أربأ بدولة قطر وأرض قطر أن تستقبل شارون على أرضها، لا أهلاً بشارون في قطر، وقد قلت لمن صافح بيريز سفاح قانا أن يغسل يديه سبع مرات إحداها بالتراب، وأقول لمن صافح ويصافح الجزار شارون سفاح صبرا وشاتيلا: اغسل يديك سبعين مرة!!وكان فضيلة الشيخ العلامة القرضاوي يتحدث في خطبة الجمعة أمس بجامع عمر بن الخطاب عن أهمية مواصلة دعم الانتفاضة المباركة في فلسطين، وذكر في بداية خطبته أنه كان يريد أن يكمل حديثه السابق عن تطلعات المسلمين في القرن الحادي والعشرين، وسلبيات وإيجابيات الأمة الإسلامية في القرن العشرين، ولكن قضية الأمس واليوم والغد، وقضية القلب والعقل وقضية انتفاضة الأقصى وفلسطين تلح عليه أن يتناول هذا الموضوع المهم في خطبته لأنها قضية اللحظة والساعة واليوم والأسبوع والشهر.وأضاف فضيلته أن من الوفاء أن نتحدث عن انتفاضة الأقصى وعن التضحيات التي يقدمها أبطال فلسطين الذين يلقون التخاذل من العرب والمسلمين لدرجة أن القوات الأردنية قمعت بالعصي والكلاب مظاهرة سلمية لدعم الانتفاضة وسالت الدماء وتعددت الإصابات.وأجاب الشيخ بحرقة عن سؤال صاحبه: وهل توقظ خطبك النائمين؟ فقال: دعوني أعبر عما في نفسي .. دعوني أعبر عن ألمي المكظوم وأنفس عما في صدري المكتوم وأردد قول الشاعر
ولي كبد مقروحة من يبيعني | بها كبداً ليست بذات قروح |
وأضاف الشيخ متألماً: من حق المكلوم أن يبكي ومن حق المظلوم أن يشكو فماذا نملك سوى الشكوى والدعاء والدموع حتى أن دموعي تستعصي عليّ فخذلتني دموعي كما خذلتني أمتي .. مشيراً فضيلته إلى وجود تقاعس وتخاذل وخيانة ضد قضية فلسطين، وضد القدس والأقصى والمقدسات الإسلامية ثم تساءل ماذا جرى لأمة الإسلام؟ لماذا هي نائمة على آذانها ومستغرقة في نومها؟
وأضاف: كان على الأمة أن تقف مع انتفاضة الأقصى مصداقاً لقول الرسول الكريم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".ودعا فضيلة الشيخ إلى الجهاد وقال: من حقنا أن نقاتل (كتب عليكم القتال وهو كره لكم) ، (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا) مؤكداً على وجوب دعم الانتفاضة دون انتظار ما يريده راعي السلام الأمريكي الذي يقف إلى جانب إسرائيل، فمهما تغيرت الوجوه في أمريكا وإسرائيل فإن السياسة ثابتة لدرجة أن "باول" وزير خارجية أميركا استنكر تهديد عرفات لإسرائيل بعد مقتل الضباط الفلسطينيين الخمسة وقال: لا تفسدوا على الإسرائيليين احتفالاتهم بقيام دولتهم!!وذكر الشيخ القرضاوي في نهاية خطبته الأولى أن المسلمين لو صمموا وخططوا وعزموا وترابطوا واتحدوا فسوف يهزمون إسرائيل بإذن الله موضحاً أن المفاوضات السلمية ليست هي الخيار الاستراتيجي الويحد بل هناك خيارات الجهاد.
وفي الخطبة الثانية زف فضيلة الشيخ القرضاوي للمسلمين بشرى اشتراك كافة المؤسسات الإغاثية والخيرية الإسلامية في دعم انتفاضة الأقصى في عمل موحد اسمه (ائتلاف الخير) حيث يهدف هذا العمل الإسلامي المشترك إلى توحيد الجهود لدعم الانتفاضة وإقامة مشاريع عملية في فلسطين.