استهجن فضيلة أ.د.يوسف القرضاوي العمليات المنظمة لقتل المسلمين المصلين ووصف ذلك بأنه تطرف وغلو في الدين يجب محاربته وإيقافه عند حده، واصفاً بأن قتل الأقربين إنما هو من عمل الجاهلية.

وأكد على أن المسلم لا يبدأ الآخرين بالعداوة إن لم يبادروا بها هم.

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع عمر بن الخطاب بعد تغيب دام عدة أسابيع: إن مجيء شارون إلى السلطة في إسرائيل سيكون حجة على الذين يتحدثون عن السلام مع المغتصبين.

وقال فضيلته: شهدت الساحة الإسلامية والعالمية في الأسابيع القليلة الماضية أحداثاً كثيرة تستحق منا الوقوف عندها كسقوط كلينتون وباراك والقصف الوحشي الأميركي البريطاني لبغداد وأحداث الانتفاضة الفلسطينية، لكن الأمر الذي أجبرني على التعليق عليه اليوم وأزعجني أشد الإزعاج هو قتل المصلين في المساجد وإن هناك أناساً يتقربون إلى الله تعالى – حسب زعمهم – بقتل الناس في المساجد وهم راكعون ساجدون، وقد حدثت هذه الكارثة في المدة الماضية في اليمن أكثر من مرة وحدثت في السودان في رمضان الماضي وحدثت وتحدث في الباكستان بين الحين والآخر.

واستحضر فضيلته في سياق ما ورد في الصحيح أن "كل الدم عسى أن يغفره الله إلا الرجل يموت مشركاً أو الرجل يقتل مؤمناً متعمداً".

وقال فضيلته أن اقتراف الإنسان لهذه الجريمة كبيرة من الكبائر وموبقة من الموبقات.

وأضاف: حتى إن الإسلام يعتبر قتل غير المسلمين دون سبب جريمة يعاقب عليها الفاعل، حتى إن المشركين إذا استجاروا بالمسلمين فعليهم أن يجيروهم وأن يعلموهم دينهم فإن قبلوا به وإلا فعليهم حمايتهم وإبلاغهم آمنين سالمين إلى مبتغاهم فقد قال الله تعالى (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون).

بل أكثر من ذلك فلا ينبغي لمسلم أن يقتل حيوانا غير ضار كما ورد في الحديث الشريف "إن امرأة دخلت النار في هرة حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض".

وقال أن كل ذي روح محترم في نظر الإسلام فلا ينبغي لإنسان أن يتعمد قتله لأن ذلك من عمل الجاهلية. الذين ما كانوا يبالون بقتل الناس وكانوا يغيرون على بعضهم بعضاً كما كانوا يقولون:

وأحيانا على بكر أخينا                                                             إذا لم نجد إلا أخانا


بل إنهم قتلوا أولادهم من إملاق أو خشية إملاق كما حكى القرآن الكريم.

وفي الخطبة الثانية اعتبر فضيلة الشيخ القرضاوي أن جميع الذين يملكون زمام الأمور في الكيان الصهيوني المغتصب حالهم واحدة سواء كانوا ينتمون إلى أقصى اليمين أو أقصى اليسار وقال: لقد رأينا كيف أن باراك الذي انتخبه العرب ورحبوا بقدومه أقام المذابح لأهل فلسطين، وأن مجيء شارون الجزار لن يكون أسوأ حالاً من سلفه بل على العكس من ذلك فإن شارون سيكون على حجة على جميع من يقولون إن الكيان الإسرائيلي يبحث عن السلام المزعوم.