على رجال الدعوات أن يحذروا على صفوفهم من الطفيليين الطامحين الطامعين، الذين يتسللون إلى الجماعات المؤمنة تسلل الميكروبات إلى الجسم السليم، ويتسلقون على أكتاف الآخرين، كلامهم كثير، وعملهم قليل، يقلون عند الفزع، ويكثرون عند الطمع، حتى تكشفهم المحن، ويميز الله الخبيث من الطيب.
أجل.. إن شر ما تصاب به الدعوات الربانية، هم أولئك المحتالون، الذين يتخذونها قنطرة إلى مآربهم، وسلما إلى مطامعهم، متظاهرين بالتقوى، متوسلين بالقول المعسول، والحماس المفتعل، والملمس الناعم، وباطنهم خراب، وقلوبهم هواء! هؤلاء هم الذين حذر منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: "يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من السكر، وقلوبهم قلوب الذئاب، يقول الله عز وجل: أبي يغترون أم علي يجترئون؟ فبي حلفت: لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيرانا".
ـــــــــ
- من كتاب "النية والإخلاص" لفضيلة الشيخ.