د. فضل مراد

لقد حضر زعيم الإنتربول العام اجتماعا بالغ الحساسية والأهمية والخطورة قبل ألف وأربع مئة سنة في دار الندوة... جاء ليشرف بنفسه وليتآمر بنفسه، ومن المفارقات حقا أنه نجدي بهيئته ولبسه وكلامه وخطابه ملبسا على العرب المستعربة آن ذاك وهو إبليس في مكنونه وحقيقته... كما تواتر في السيرة والتاريخ لقد وضع خطة النهاية الفاشلة أمام سلاح العيار الثقيل (لا تحزن إن الله معنا)

 إنه سلاح الردع الذي تسلح به محمد صلى الله عليه وسلم

 وحملة رسالته في الأرض...

 دعني أقول لك أيها الإمام لقد حاصر أخطر مندوب للإنتربول طفلا رضيعا، وأدرجه في قوائم المطلوبين، ونشر معلومات عنه في عموم الشبكة المخابراتية، لقد تحداه الله وساقه إليه لينظر قوته..

لقد انهارت هذه المنظومة الجبارة أمام (ولتصنع على عيني)..

لقد عملت بجهد عكسي تماما فها هو المطلوب الأول أمنيا هو المدلل والمحفوظ الأول ملكيا

إنه الرضيع موسى...

أصغر اسم يدرج في قائمة الإرهاب

إنها فقط (واصطنعتك لنفسي)

 أيها الإمام إنك مصنوع بعين الله

 لا تحزن إن الله معنا

فبمن يخوفونك...  

(ويخوفونك بالذين من دونه)

 انظر إلى كلمة دونه واستلق آمنا مطمئنا

إن الله يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم يا محمد

إنهم دون إنهم صغار إنهم هباء

لقد كررت النظر في هذه الواو التي تسمى نحويا (حالية)

في (ويخوفونك) فلم أجد واوا  في بابها أسخر منها بهم، ولا أهزأ بحالهم من أسلوبها.. يا لها من كلمة سر تسكب الأمن الشامل في أعماق كوامن الروح

ويالها من واو حال تمتحن وتمتن الأحوال النفسية مع وليها وربها، وتضيق الخناق الساخر بالمرتبط بغيره ليعيش في حالة نفسية مهينة وضيعة مزرية بعد استباقها بقرار علوي بات نهائي لا ينقض من جهة ولا ستأنف من هيئة  ولا ينظر فيه

(أليس الله بكاف عبده)

 هكذا بهمزة تقرير واستفهام وعتاب يلوع النفس المحزونة ويجمها ليقول لها أنت في حماية مطلقة، وأمن مطلق، وحراسة عالية الاحتراف من صنع الله الذي أتقن كل شي... فلا تحزن إن الله معنا

والسلام