من معالم الوسطية: احترام العقل والتفكير، والدعوة إلى النظر والتدبر: في آيات الله الكونية في النفس والآفاق، وآيات الله التنزيلية في القرآن، وتكوين العقلية العلمية التي ترفض الخرافات، ولا تقبل دعوى إلا ببرهان، وهي العقلية التي أنشاها القرآن بتعاليمه. ومقاومته الجمود والتقليد الأعمى للآباء أو للسادة والكبراء أو لعامة الناس.

واعتبار العقل أساس النقل وثبوت الوحي، وهو المخاطب بأحكام الشرع،  والأداة الفذة في فقه الدين وفهم الدنيا. وتأكيد نفي التعارض بين النقل الصحيح والعقل الصريح ، أو بين الوحي الرباني، والعقل الإنساني، بل هما نور على نور. وإذا تعرض عقلي ونقلي: قُدم القطعي على الظني منهما، وإذا كان ظنيين: قُدَّم النقليّ، حتى يثبت العقلي أو ينهار. ونرفض موقف الذين يعطلون العقل أو يجمدونه باسم الشرع , وموقف الذين يقدمون العقل على الشرع أبدا،  وباسمه يريدون تحريف شرع الله .

الإمام يوسف القرضاوي