من معالم الوسطية: توعية الأمة بأن الجهاد مفروض عليها فرض عين لتحرير أرضها من كل سلطان أجنبي مسلط عليها؛ ولهذا كانت مقاومة الاحتلال الأجنبي فرضا دينيا مؤكدا؛ حتى يطرد من أرض الإسلام .

أول أرض يجب تحريرها هي أرض فلسطين، أرض الإسراء و المعراج، التي غزاها اللاستعمار الصهيوني القادم من خارج المنطقة، مؤيَّدا من الغرب كله؛ فاغتصب الأرض، وشرد أهلها، وسفك دمائهم، واستحل حرماتهم، وبنى دولته على أشلائهم، وبالحديد والنار والدم.. استطاع الاستعمار الصهيوني الوحشي العنصري الاستيطاني الإحلالي أن يثبت دولته في قلب بلاد العرب والمسلمين، على رغم أنوفهم .

ولم تكتف الدولة بحدودها المغتصبة، ففكرتها الأصلية أن ملك إسرائيل من الفرات إلى النيل، ومن الأرز إلى النخيل، فاحتلت فلسطين كلها، بل احتلت بعض أجزاء من بلاد عربية أخرى.

ولا تزال تقتل وتدمر بغير حساب في فلسطين وما حولها، مؤيدة بالمال الأمريكي، والسلاح الأمريكي، والسياسة الأمريكية التي تستخدم إسرائيل في تحقيق أهدافها في المنطقة، التي تريد تغييرها من الجذور، وحتى تغير اسمها، فهي شرق أوسط كبير أو جديد .

وعلى الأمة أن تتصدى لهذا الاستعمار المزدوج: الصهيوني الأمريكي، والذي جعل هدفه أمة الإسلام جمعاء، وهو يحارب الإسلام تحت عنوان محاربة الإرهاب.

الإمام يوسف القرضاوي