خالد عبدالله
قريبا حذر العلامة الدكتور يوسف القرضاوي من أن المساس بالأقصى سيفجر انتفاضة جماهيرية عالمية لا يتوقع أحد تداعياتها، ولن نبقى صامتين تجاه اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على مقدساتنا.
والعملية الفدائية التي نفذها شابان فلسطينيان في كينيس صهيوني في القدس يقبع على أراضي قرية دير ياسين، التي دخلتها العصابات الصهيونية العام 1948م، ونفذوا فيها مجزرة بشعة راح ضحيتها حوالي 250 شهيدا ومثلوا بجثثهم بشكل بشع بقطع للآذان وتقطيع للأعضاء وبقر لبطون النساء وألقوا بالأطفال في الأفران المشتعلة.
المحذرون من القادم يشيرون إلى أن هذه العملية الفدائية ستفتح الباب للقوات الصهيونية للتوغل والإبادة المعهودة فيهم وذلك في ظل ازدياد وتيرة استهداف الاحتلال ومستوطنيه لمدينة القدس المحتلة وأهاليها، حيث تستمر اقتحامات الجماعات اليهودية المتطرفة للمسجد الأقصى في ظل حراسة شرطة الاحتلال، يرافقها حالة غليان تشهده مدينة القدس المحتلة، خلال الأسبوعين الماضيين من قبل المقدسيين على إثر ارتفاع مستوى استهداف الاحتلال للمقدسيين.
في الوقت ذاته تشهد الضفة الغربية مواجهات عنيفة نصرة لمدينة القدس وما يتعرض له المسجد الأقصى، على الأمة أن تدرك أن هناك خطى متسارعة من سلطات الاحتلال الصهيوني وخططا مبرمجة لتهويد مدينة القدس وتدمير المسجد الأقصى وتقسيمه زمانيا، وهذا ليس من باب التهويل بل هي حقيقة بدأت تتمثل أمام أعين الناس قاطبة، وبأساليب متطورة يقوم بها أبسط مستوطن صهيوني ضد الفلسطينيين في القدس، وقالها علانية مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني إنه أصبح من السهل على المستوطنين تحميل متفجرات على طائرة وإسقاطها على المسجد الأقصى المبارك.
المسجد الأقصى والمدينة المقدسة أصبحا في ذروة الخطر وما يحدث في القدس إشارة على تحول في العلاقة مع الاستعمار الاستيطاني الصهيوني، وخروج هذا الكم الهائل من المتظاهرين في مختلف التجمعات الفلسطينية من مدن الخليل والمثلث حتى القدس وبقية مدن الضفة الغربية، يشير إلى جملة من التحولات في الثقافة السياسية التي سيطرت على فهم النضال التحرري الفلسطيني خلال العشرين عاماً الماضية، لن يمنع الصهيوني الشبان الاستشهاديين في الانتقام لأبناء شعبهم وعن مساجدهم ومقدساتهم ولن يستطيع أحد أن يوقف هذه الثورة وهذه اللحظات من الانتقام مما يقوم به الصهاينة الجبناء تجاه المسجد الأقصى الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفيين ومايجري من قتل للشباب من قبل المستوطنين الصهياينة، الدلالات التي يمكن استنباطها مما حدث أمس في القدس، بأنها بداية لتحوّل في الممارسة السياسية في فلسطين، وهي فعلا مقدمة لانتفاضة عارمة سوف تتصاعد استكمالا للانتفاضة الأولى عام 1987م والانتفاضة الثانية عام 2000م .
هاهي تباشير النصر قادمة فانتبهوا أيها السادة، وسلامتكم
ــــــــــ
- عن صحيفة الشرق القطرية