هذه رسالة كتبها العلامة المربي الداعية الكبير الأستاذ البهي الخولي -المتوفى سنة ١٣٩٨ -١٩٧٧رحمه الله تعالى- لتلميذه النجيب الداعية الفقيه العلامة الشيخ يوسف القرضاوي حفطه الله ونفع به.
وسنبحث عن مثيلاتها وننشره بعون الله تعالى.
نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي الأخ الكريم الأستاذ يوسف القرَضاوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تلقيت تهنئتكم بالعيد، فكان لها أكثر من معنى..
الروض الجاف الذي صوحت خمائله، وسكنت بلابله، وتفرَّقت عنه زهراته الحبيبة، حمل إليه العيد عبيراً من ألمانيا من عبد المنعم (عثمان) الحبيب، وعبيراً من قطر من يوسف (القرضاوي) الحبيب.. وجاء مع العبير الذكرى، وامتلأ الرأس بالصور والأطياف، وامتلأ الصدر بالمشاعر، وتندى ما بين الجفنين بأثر الحنين والحنان..
ويقف القلم ولا يجد جدوى من الإفاضة إلا الدعاء،
فأسال الله لك أن يجيبك في إيمانك، وأن يقيمك في حق مبادئك، وألا يجعل علمك الغزير لك فتنة.
تحياتي لأخيك أحمد (العسال)
وتحياتي للأستاذ عبد البديع (صقر) وسائر إخوانك
أرسل إليك نسختين؛ إحداهما لك، والأخرى لأخيك وأخي أحمد (العسال)
رسالة وضعتها وأنا أشعر بحب عاصف عميق لمولاي وسيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت بهذا الحب أسمو حتى أكاد أسمع حفيفَ الملائكة، وكنت قبلها أعيش في صفاء وتأمُّل مع روح أمين أهل الأرض والسماء عبد الرحمن بن عوف، وروح الزاهد الصادق العملاق الذي لم تُقلّ الأرض ولم تظلّ السماء أصدقَ لهجة منه، وحقَّق في الأرض زهد عيسى بن مريم مع ما ذكر الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام...
ولقد كنت في انفعالي العنيف بهما أتساءل: إذا كان هذان العظيمان من تلاميذ النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف كانت عظمته عليه الصلاة والسلام؟!! وأرجو أن تخرج ثمرة هذه الدراسة قريباً.
وقد شاء لهما الله -وله الحمد والمنة- أن تكون مُحرَّرة من كل شائبة يتبرع بها الظانُّون بالناس ظنَّ السَّوء.
وسأوافيكم بها إن شاء الله عبد صدورها. وأعتقد أن أهم ما فيها هو صدق الحب لعبد الرحمن وأبي ذر.
فإلى اللقاء برسالة أخرى معها الصحابيان الجليلان.
وكل عام وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
البهي 8 شواله 1382هـ