|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الذي جمعنا حول مائدة الايمان فأصبحنا بنعمته إخوانا والصلاة والسلام على رسوله الذي قال: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" (رواه مسلم) وقال: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" (رواه البخاري ومسلم) وعلى آله وصحبه الذين ضربوا في معنى الاخوة اروع الامثلة الذين قال الله عنهم: "أشداء على الكفار رحماء بينهم".
هذه الرسالة وهذه الكلمات مرسلة وموجهة إلى الشعب البطل، الصامد، المقاوم، شرف الأمة الإسلامية، شعب فلسطين وخاصة أهل غزة العزة من قبل الشعب الذي يحبكم في الله ولله سبحانه من طاجيكستان. نقول لكم بكل صراحة من أعماق قلوبنا وكما علمنا الرسول الكريم، نحن نحبكم في الله.
أيها الشعب البطل، نشهد الله باننا نتألم بما تتألمون ونتأذى بما تتأذون ونرجو معا من الله ما لا يرجو أعدائنا وأعداء الأمة الصهاينة الغاصبون. من أول أيام هجمات الصهاينة عليكم كان شعبنا يقف بدعائه بجنبكم ويدعو على أعدائنا وأعدائكم الصهاينة قتلة الأنبياء والرسل.
أيها الشعب البطل العظيم، لقد جعلتم بصمودكم ومقاومتكم الأمة الإسلامية مرفوعي الرأس وأصحاب العزة ونتشرف بانتمائنا إليكم كإخوة.
أيها الإخوة الأعزاء وأيتها الأخوات العزيزات، لا تنسوا أبدا بأنكم لستم وحدكم، بل معكم وورائكم الأمة الإسلامية كلها، لا نقول الأمة العربية. فإنهم مع كل الاحترام والتقدير لهم جزء من الأمة الإسلامية وليسوا كلها. في مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة لا بد أن تترك كل النزعات القومية، بل يجب على العلماء أن يسعوا لغرس معاني الأخوة الإيمانية في قلوب الأمة كلهم.
أيها الشعب البطل الصامد، مع أننا حبسنا بعذر أو أكثر من عذر حتى نقف بجنبكم بالفعل ولكن لا نترك المقاومة معكم بشتى الطرق والوسائل ضد هؤلاء الصهاينة الغاصبين قتلة الأنبياء والرسل.
أيها العظماء، لقد رأينا جهادكم وصمودكم طوال هذه السنوات مع أكبر من يدعي القوة، الصهاينة ولكن أنتم شججتم رؤوسهم، وكسرتم أسنانهم وقطعتم أعناقهم بعون الله تعالى وأريتم الأمة الإسلامية بأن هؤلاء الصهاينة من أجبن خلق الله على الأرض.
أيها الشعب المجاهد، نعتبركم جميعا جيشا كجيش محرر القدس، الرجل الكردي الأصل، صلاح الدين الأيوبي، ونعتبر قادتكم من خير قادة الأمة الإسلامية في هذا العصر الذي خان الأمة بعض مرتزقيها، ولا نزكي على الله أحدا.
أيها الآباء الغزاويون وأيتها الأمهات الغزويات، لقد صرتم في معانى الجهاد، والتضحية، والصبر، والصمود، والثبات معلمي الأمة الإسلامية العمليين وأرجعتم عهد الصحابة والصحابيات بالفعل لا بالقول.
أيها الشاب الغزاوي المجاهد، لقد رأينا فيك بأم أعيننا جهاد، وتضحية، وثبات، ورجولية سلفنا الصالح وصلاح الدين الأيوبي.
نقول في الختام، لقد آن الأوان على الأمة الإسلامية أن تستيقظ من المنام وتشمر عن ساعديها وتصرخ بكل قوة في وجه الصهاينة ومحبيهم، بأن تقول: كفوا أيديكم عن قتل إخواننا فإنهم ليسوا وحدهم بل كلنا من غزة العزة وكلنا فلسطينيون ولن نترك إخواننا وحدهم بل نقف معهم ضدكم ونبذل كل ما نملكه من ثمين ونفيس لتحرير أرضنا المقدسة، يكفيكم أيها القتلة قتل الأطفال، والنساء، والشيوخ، لا تمدوا أيديكم الى إخواننا وأخواتنا وإلا سنقطعها. آن للأمة الإسلامية كلها أن تصرخ في وجه أعدائنا قتلة الأنبياء والرسل بكل ما قلنا.
أيتها الأمة العربية، نحن نحبكم حبا لله لا لأعراض الدنيا، نرجو منكم أن تتركوا عروبتكم وكل هذه الدعاوي، فإنكم جزء من الأمة الإسلامية وإخوتنا ولولا الإسلام لما عززتم لما عززنا جميعا، فإنما الفضل لله ولرسوله ولدينه أولا وأخيرا.
أهل فلسطين وغزة، لا ولن نترككم أبدا بل نقف معكم بكل ما نملك، فدمكم دمنا وروحكم روحنا، والله على ما نقول شهيد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.