د. يوسف القرضاوي
إذا كانت رسالة الإسلام غير محدودة بعصر ولا جيل، فهي كذلك غير محدودة بمكان ولا بأمة، ولا بشعب ولا بطبقة.
إنها الرسالة الشاملة، التي تخاطب كل الأمم، وكل الأجناس، وكل الشعوب، وكل الطبقات.
إنها ليست رسالة لشعب خاص، يزعم أنه وحده شعب الله المختار! وأن الناس جميعا يجب أن يخضعوا له.
وليست رسالة لإقليم معين، يجب أن يدين له كل أقاليم الأرض، وتجبى إليه ثمراتها وأرزاقها.
وليست رسالة لطبقة معينة، مهمتها أن تسخر الطبقات الأخرى لخدمة مصالحها أو اتباع أهوائها، أو السير في ركابها، سواء أكانت هذه الطبقة المسيطرة من الأقوياء أم الضعفاء، من السادة أم من العبيد، من الأغنياء أم من الفقراء والصعاليك. إنها رسالتهم جميعا، وليست لمصلحة طائفة منهم دون سواها، وليس فهمها، ولا تفسيرها، ولا الدعوة إليها حكرا على طبقة خاصة، كما قد يتوهم كثير من الناس، إنها هداية رب الناس لكل الناس، ورحمة الله لكل عباد الله، وهذا ما وضحه القرآن منذ العهد المكي. تقرأ في ذلك: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا).
ــــــــ
- من كتاب "مدخل لمعرفة الإسلام" لفضيلة الشيخ.