انتقد ناشط إسلامي بريطاني قرار الخارجية البريطانية بعدم السماح للشيخ الدكتور يوسف القرضاوي بالدخول إلى بريطانيا، واعتبر ذلك قرارا خاطئا لا يخدم مصلحة أمن بريطانيا، واعتبر أن الموقف يستوجب من الحكومة البريطانية أن تدعو الشيخ القرضاوي رسميا لزيارة البلاد ويخاطب أعضاء مجلسي النواب واللوردات بدل أن تمنعه من الدخول.

وأعرب رئيس مركز "دراسات الإرهاب" في بريطانيا الدكتور كمال الهلباوي في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" عن أمله في أن تراجع الحكومة البريطانية موقفها من مسألة السماح لداعية إسلامي بحجم الدكتور القرضاوي، وأشار إلى قناعته بأن القرار لم يكن مبنيا على موقف لا من وزارة الداخلية ولا من وزارة الخارجية في بريطانيا، وقال: "قرار منع الشيخ يوسف القرضاوي من دخول بريطانيا هو قرار ليس في صالح بريطانيا ولا في صالح الغرب عموما، وسببه ليس مقنعا، ذلك أن الشيخ القرضاوي طول عمره وخصوصا بعد الهجمات التي حصلت في الولايات المتحدة الأمريكية وفي بريطانيا وإسبانيا كان يندد بهذا الأمر وينصح الناس بأن هذا ليس من الإسلام في شيء، وأن الإسلام بريء من كل ذلك. وأعتقد أن هذا الفهم موجود لدى وزارتي الداخلية والخارجية في المملكة المتحدة وأعتقد أنه لا يوجد مانع لديهما ضد الشيخ القرضاوي، ولذلك فإن التبرير الوحيد هو أن هذا القرار جاء نتيجة لضغط اللوبي الصهيوني واليمين المتطرف والإعلام البريطاني المغرض، الذي تعامل بطريقة سيئة مع الإسلام، من خلال التقرير الذي نشرته مؤسسة إدارة لندن بعنوان (البحث عن أرضية مشتركة)"، على حد تعبيره.

وأشار الهلباوي إلى أن قرار عدم السماح للشيخ القرضاوي بدخول بريطانيا أمر مسيء لقطاع واسع من المسلمين على اعتبار أن الشيخ القرضاوي هو رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وله علاقة وطيدة بعدد من المؤسسات الإسلامية العاملة في بريطانيا وأوروبا والعالم، وقال: "إن السماح لمثل هذا العالم الجليل بزيارة الغرب بل واستضافته يعد مرتكزا أساسيا للحوار مع المتشددين وأصحاب الفكر المتطرف الذين لا يستطيع أحد محاورتهم مثل هؤلاء العلماء، فلا الأمن ولا المخابرات ولا البرلمانيون ولا السياسيون ولا رؤساء الأحزاب لهم القدرة على حوار هؤلاء، لأن مواجهة الإرهاب تحتاج إلى حوار علمي وفقهي مع المتشددين والمتطرفين والراديكاليين يقنعهم بأن هذا الطريق لا يؤدي بهم إلى الجنة وإنما يؤدي بهم إلى النار، وهذا لا يستطيعه إلا العلماء المتخصصون".

وأكد رئيس مركز دراسة الإرهاب ـ وهو مؤسسة بريطانية تعمل على معالجة ظاهرة الإرهاب والتطرف وتقيم ندوات فكرية لمعالجة هذه الظاهرة ـ أن قرار منع الشيخ القرضاوي من دخول بريطانيا سيترك حالة من الاستياء أدى المسلمين، وقال "إن الشيخ القرضاوي يحبه ويسمع له مئات الملايين من المسلمين، وهذا الإجراء سيغضبهم ويزيد من قناعتهم بأن السلطات التي كانت وراء هذا القرار ليست سلطات عادلة وأن القرار لم يستند إلى دواعي أمن بريطانيا، وأعتقد أن المسلمين والمؤسسات الإسلامية لن تستسيغ هذا القرار بسهولة، وأرى أن الحل لهذا هو دعوة الشيخ القرضاوي بشكل رسمي لا سيما وهو يحمل جواز سفر ديبلوماسي قطري وتسمح له بالحديث إلى البرلمان ومجلس اللوردات"، على حد تعبيره.

هذا ويتهم مراقبون اللوبي اليهودي في بريطانيا بالوقوف وراء حملة منذ عدة أعوام لعدم السماح للشيخ القرضاوي بدخول التراب البريطاني.

- المصدر: وكالة قدس برس