السؤال: في الحقيقة نريد أن نعرف الحكمة في موضوع تحديد الرسول صلى الله عليه وسلم لأماكن الإحرام ونية الإحرام منها؟

جواب فضيلة الشيخ القرضاوي:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد..

ربنا جلت قدرته لم يكلف الإنسان أن يحرم من بيته، وأخبرنا بأن الإحرام واجب عندما يصل إلى محاذاة الحرم والحقيقة ـ كما قال الشيخ ابن محمود ـ إن ما تمر عليه بالطائرة ليس محاذيا، المحاذي كان في أصل الحديث لم يكن فيه طائرة أو نحو ذلك، المحاذي أفقيا وليس رأسيا من فوق، فهذا أمر اجتهادي منا، نحن نقيس عليه، وهذا إلحاق بالنص وليس منصوصا عليه، فهو اجتهاد منا لكنه اجتهاد فيه تيسير على البشر..

 وكما قلنا: إن المالكية أجازوا فيما هو أسهل من هذا أنه يحرم من بعد النزل من البحر فلماذا لا يحرم من بعد النزول من الجو، وخصوصا لمن يحج أول مرة، فالإنسان في حجه لأول مرة يتحرى أكثر، يحاول أن يحج حجة مضبوطة على جميع المذاهب إنما أكثر الحجاج للأسف ممن حجوا مرات عديدة، يعني حوالي 15 في المائة فقط هم الذين يحجون للمرة الأولى و85 في المائة ممن يحجون للمرة الثانية أو الخامسة أو العاشرة أو العشرين أو الأربعين، هؤلاء ليس ضروريا أن نشدد عليهم، نشدد فقط على من يحج للمرة الأولى حتى يحج حجة مضبوطة ولا داعي أن نعسر على الناس ما يسره الله عز وجل.