مقدمة

أجمع عدد من علماء الدين الإسلامي على جواز استخدام الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية سلاح الإضراب المفتوح عن الطعام؛ طالما أن هذا هو الأسلوب الوحيد المتاح أمامهم للوصول إلى نتيجة إيجابية، خاصة أنه يساهم في فضح الممارسات الإسرائيلية القمعية بحق هؤلاء الأسرى أمام الرأي العام العالمي.

وأكد عدد منهم على ضرورة ألا يؤدي الإضراب إلى الموت حتى لا يتحول إلى الانتحار المنهي عنه، وأنه على المضربين كلما وصلوا إلى درجة كبيرة من الإعياء أن يتناولوا القليل من الماء والطعام.

وبدأ آلاف من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ يوم 15-8-2004 إضرابًا عن الطعام؛ للمطالبة بوقف عمليات التفتيش التي يجري فيها تجريدهم من ملابسهم، وزيادة الزيارات المسموح بها لأسرهم، وتحسين أوضاعهم الصحية. ولا يتناول هؤلاء الأسرى سوى قليل من الملح والماء خلال إضرابهم.

رأي الشيخ يوسف القرضاوي

في سياق محاضرة بعنوان "الإصلاح الذي ننشده.. أمريكي أم إسلامي؟" ألقاها مساء يوم 26-8-2004 بدعوة من الدكتور زكريا جاد نقيب الصيادلة المصريين بمقر نقابة الأطباء المصريين بالقاهرة أمام حشد من الحضور، رد الداعية البارز الشيخ يوسف القرضاوي على تساؤلات المشاركين كان من أبرزها موقف الإسلام من إضراب الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية.

وفي رده دعا القرضاوي جميع المسلمين للتضامن مع الأسرى وفضح ما يحدث لهم على أيدي الصهاينة المجرمين.

وأضاف: "هؤلاء المناضلون أصحاب قضية عادلة، والإضراب حق معترف به عالميًّا لفضح الجرائم وكشف الظلم الذي يقع عليهم؛ ومن هنا وجب على كل المسلمين مؤازرتهم في محنتهم بكل الأشكال الممكنة، سواء بالاعتصام أو التظاهر أو المساندة المعنوية حتى بالصوم، أو إرسال البرقيات وإصدار البيانات ليشعروا أن جميع المسلمين معهم. كما يجب أن نساعد الفلسطينيين بشكل عام فهم يستحقون الزكاة وأموال الوقف حتى المال الذي فيه شبهة من أموال البنوك وغيرها فهي حرام عليه حلال لهم، فما دمنا غير قادرين على دعمهم بالسلاح فعلى الأقل نقدم لهم الغذاء والكساء ومواد الإغاثة بأشكالها المختلفة".

- المصدر: إسلام أون لاين (2004)