ناشد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمة الإسلامية والمنظمات العالمية والإنسانية لنجدة الموصل من الإبادة التي تتعرض لها.
واستنهض الاتحاد في بيان همم شعوب العالم للقيام بالواجب الإنساني نحو إخوانهم في الإنسانية، وطالب المنظمات الحقوقية بالقيام بدورها في إنقاذ شعب الموصل.
كما طالب العلماء والإعلاميين والمفكرين بالقيام بدورهم تجاه هذه المدينة التاريخية الباسلة.
نص البيان:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد
فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وقد فزع لما يراه العالم مما يجري في الموصل من تهجير وتغيير للطبيعة السكانية في الموصل مما يترتب عليه من إهدار للكرامة الإنسانية وتشريد وسفك للدماء المعصومة، يستنهض همم شعوب العالم لمساعدة ولنجدة الموصل وأخواتها في المدن الأخرى بالعطاء الإنساني.. ويدعو الاتحاد العلماء والإعلاميين والمفكرين والكتاب والصحفيين للمشاركة في إنقاذ المدينة التاريخية الباسلة..
ومدينةُ "الموصل" مدينة إسلامية سنية توالت عليها الدول دون أن تغير من تركيبتها السكانية، وهي أكبر مدينة بالعراق فتحها المسلمون في خلافة عمر بن الخطاب سنة 638م وكان الفاتحون من «تغلب وإياد والخزرج» الذين عمروا بها مسجدًا لهم لم يزل قائماً حتى الآن، ومن الموصل خرجت الجيوش الإسلامية وفتحت أرمينيا وأذربيجان بعد بغداد، ومركز أكبر محافظة سنية فيها اليوم! وإليها يُعزى عدد من الأنبياء منهم نبي الله يونس بن متّى عليه السلام، وهي مركز محافظة نينوى بلد العبد الصالح كما في خبر عَدَّاس الموصلي مولى شيبة بن ربيعة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو خبر مشهور، وقد أخرجت هذه المدينة للأمة عبر تاريخها علماء كُثرا نفعوا الناس بأعمالهم وعلمهم.
إن قوى الشر والظلم والعدوان على أهلنا في الموصل تقوم بما مالم نشهد له مثيلًا فى عصرنا، ولم تترك وسيلة إبادة إلا اقترفتها في حق أهل الموصل، واستنادا لقوله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} (آل عمران: 92) وقوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (البقرة:254)، {ها أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم} (محمد:38) .
وقال صلى الله عليه وسلم: "منْ فَرَّجَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي الدُّنْيَا سَتَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ".
فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يؤكد أن التخاذل عن نصرة أهل الموصل يمثل مشاركة في جريمة العدوان على أهل الموصل، ويطالب بما يأتي:
1- يناشد الاتحاد الأمة الإسلامية والمنظمات العالمية والإنسانية لنجدة الموصل تلك المدينة العراقية التي تتعرض للإبادة.
2- يستنهض الاتحاد همم شعوب العالم للتبرع والجود بما يتيسر لهم والقيام بالواجب الإنساني نحو إخوانهم في الإنسانية.
3- يطالب العلماء والإعلاميين والمفكرين والكتاب والصحفيين بالقيام بدورهم لإنقاذ هذه المدينة التاريخية الباسلة.
4- يطالب المنظمات الإنسانية، ومنظمات حقوق الانسان بالقيام بدورها في إنقاذ شعب الموصل مما يتعرض له من جرائم مستمرة.
16 جمادى الثانية 1438هـ - 15 مارس 2017
الأمين العام الرئيس
الدكتور علي القره داغي الدكتور يوسف القرضاوي