فقد تلقينا بقلوب مفعمة بالرضا بقدر الله؛ وفاة أخينا الشيخ الداعية الأستاذ عبد الرحمن محمود المصري، وكان من العلماء المميزين الذين تخرجوا في جامعة الأزهر، ثم بعد ذلك انتقل للعمل في بغداد كإمام وخطيب، وهو فضلا عن أخلاقه العالية وتواضعه الجم، يوصف بالوفاء المنقطع النظير لبغداد؛ لأنه لم يخرج منها رغم المآسي والحروب التي تعرضت لها هذه المدينة العظيمة.
وكان الشيخ متخصصا في الدعوة وله اهتمام جيد في التفسير، وقد حصل أيضا على الدكتوراه في بغداد، وكان يُدرس فى معاهدها الشرعية، وقد درس عليه الكثيرون من طلاب العلم.. كما كان عالما وداعية من الطراز الرفيع، الذى يحسن فن الخطابة إحسانا قل مثيلته، وكان شيخا حكيما يحسن التعامل مع الناس، يخاطبهم على قدر عقولهم، ولا يعرف حكمة الشيخ إلا من عاش معه .
وقد فقدت الأمة الإسلامية واحدا من دعاتها المخلصين الأفاضل، نسأل الله العلى القدير أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويدخله جنة الفردوس، وأن يلهم أهله وذويه وأهله ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان إنه نعم المولى ونعم المجيب.
8 ديسمبر، 2016
أمين عام الاتحاد رئيس الاتحاد
علي القره داغي يوسف القرضاوي