تقدم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالتهنئة إلى شعوب الأمة الإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

ودعا الاتحاد في بيان إلى المبادرة في كل ما يقرب إلى الله زلفى، ويرفع شأن الأمة، ويحقق معاني الرحمة والتعاون بين المسلمين.

ودعا كذلك إلى التسامح ونبذ العنف واحترام حقّ الاختلاف والنأي ببيوت الله عن الصراعات السياسية.

كما دعا قادة العالم العربي والإسلامي إلى الاعتصام بحبل الله المتين، والمصالحة بين الحكومات وشعوبهم، وناشدهم بالوقوف مع قضايا أمتنا الإسلامية، التي تقع على رأسها قضية فلسطين، والقدس الشريف، ومقاومة المحتلين بجميع الوسائل المشروعة.

نص البيان:

تستقبل الأمة الإسلامية شهر رمضان الكريم لتنهل من نبعه الصافي؛ عبادة وتقوى وسموا بالأرواح والعقول، وتزكية للنفوس والجوارح؛ لتتطهر مما أصابها من أدران وذنوب، وتتقوى لتنهض وتنتصر فتجعل شهر القرآن كما كان في تاريخنا المجيد هو حقاً شهر الفرقان والانتصارات {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} (البقرة:185) .

وإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يضم في صفوفه نخبة علماء الأمة، إذ يستقبل هذا الشهر الكريم وهو ينظر إلى حال أمته من التفرق والتمزق، وتكالب الأعداء وتداعيهم عليها، وما تعاني منه من المآسي والنزوح القسري في سوريا والعراق، والحرب التي أكلت الأخضر واليابس في اليمن، وما أصاب دولاً أخرى من مصائب، وتضييق في الحالة المعيشية للمواطنين، وما يفعله الصهاينة ومن يواليهم بإخواننا في الضفة وغزة من الجرائم البشعة والحصار الشديد عليهم، ثم ما أقرته الإدارة الأمريكية من الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، ومع كل ذلك فإن الاتحاد يستشرف فجراً جديداً لهذه الأمة العظيمة مهما عظمت المصائب والمحن {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} .

 ومهما اشتدت الظلمات فإن وراءها فجراً جديداً، فتلك سنة الله تتجدد مع هذا الشهر الفضيل وانتصاراته، ولذلك ينتهز الاتحاد هذه الفرصة، ليدعو كل المسلمين في أنحاء العالم إلى الدعاء لإخوانهم الممتحنين أينما كانوا أن يجعل هذا الشهر الكريم شهر تمكين ونصر مبين على المحتلين والطغاة، والله نسأل أن يغير حالنا إلى أحسن حال لتستعيد أمتنا مركز القيادة والريادة، كما أراد لها الله ذلك بإذنه تعالى إنه سميع مجيب.

وبهذه المناسبة، نتقدم في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأحر التهاني وأطيب الأماني إلى الأمة الإسلامية، داعين الله تعالى أن يتقبل منا ومنهم صالح الأعمال، وأن يرزقنا في هذا الشهر الكريم الرحمة والمغفرة، وأن يجعلنا من أهل الكرامة والعتق من النار.

وعملاً بقوله تعالى {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} فإننا ندعو الأمة الإسلامية إلى المبادرة في كل ما يقرب إلى الله زلفى، ويرفع شأن الأمة، ويحقق معاني الرحمة والتعاون بين المسلمين.

والاتحاد العالمي يدعو المسلمين إلى:

1-  الحرص على التوبة، وتزكية النفوس، ومضاعفة أعمال الخير، والإحسان والإكثار من الطاعات والخيرات، والتنافس في مساعدة الفقراء والمحتاجين، وصلة الرحم وإغاثة المنكوبين والمشردين وبخاصة في سوريا، والإلحاح في الدعاء: أن يصلح الله حال هذه الأمة حكاما ومحكومين حتى تتحرر الأراضي المغتصبة والمحتلة، وفي مقدمتها فلسطين المباركة.

2- التمسك بقيم ديننا العظيم، وعلى الأخصّ قيم التسامح ونبذ العنف واحترام حقّ الاختلاف والنأي ببيوت الله عن الصراعات السياسية؛ صيانة لحرمتها وهيبتها باعتبارها مقدساً مشتركاً وعاملاً للوحدة والتعاون.

3- يدعو الاتحاد قادة العالم العربي والإسلامي إلى الاعتصام بحبل الله المتين، والمصالحة بين الحكومات وشعوبهم، ونبذ الخلافات، وحل جميع مشكلاتهم بالحوار الهادف البناء.

4- يناشد الاتحاد قادة العالم الإسلامي وشعوبه إلى الوقوف مع قضايا أمتنا الإسلامية، التي تقع على رأسها قضية فلسطين، والقدس الشريف، ومقاومة المحتلين بجميع الوسائل المشروعة.

ويدعو الاتحاد كل أعضائه، المنتشرين في كامل الأقطار الإسلامية إلى مزيد من الاندماج مع عامة المسلمين، واستغلال فرصة هذا الشهر الكريم لعمارة المساجد بحلق العلم والذكر، مساهمة في الارتقاء بالثقافة الشرعية للمسلمين عامة، وإلى تنظيم القوافل والأنشطة الدعوية وتنشيط دور الاتحاد في أقطارهم.

نسأل الله الكريم العظيم أن يوفق المسلمين إلى صيام هذا الشهر وقيامه، وأن يجعله شهر بر ورحمة وتمكين للمستضعفين، وقبول للتائبين، وتوفيق للطائعين، وأن يعيده على الأمة الإسلامية بمزيد من العزة والتمكين لدين الله في الأرض، ونشر الرحمة بين الناس.

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

14-5-2018

         الأمين العام                                         رئيس الاتحاد

    أ.د علي محيي الدين القره داغي                    أ.د يوسف القرضاوي