كان من السُّنة الحسنة التي سنّها الدكتور نجم الدين أربكان، لإحياء الروح الإسلامية في تركيا: الاحتفال بالذكرى السنوية لفتح «القسطنطينية»، وقد فُتحت في 29 مايو سنة 1453م. وقد حاول الكماليون أن يهيلوا التراب على كل ما هو إسلامي، كان يحمل الأمجاد والمآثر لتركيا!
ملحمةٌ تاريخيةٌ فريدةٌ:
وفتح القسطنطينية ملحمة تاريخية فريدة، جديرة بأن تعرف، ويذكّر بها الناس؛ لما فيها من دروس وعِبر، كيف فكر الشابّ العثماني محمد بن مراد، وهو لم يتجاوز العشرين، ولم يزل ولي عهد والده، في فتح هذه المدينة الحصينة العريقة، ولم يزل يفكر ويدبر، حتى تولّى الحكم، ووضع خطةً محكمةً لفتحها؛ ولذا أطلق عليه اسم: «محمد الفاتح».
يقيم أربكان هذا الاحتفال في أكبر ملاعب «استادات» إستانبول، ويحضره مئات الألوف، ويعاد تمثيل قصة الفتح أمام الجمهور، حتى يدخل السلطان على فرسه إلى المدينة، وتتعالى صيحات التكبير فيرتج الاستاد.
مشاركتي في هذه المناسبة مرتين:
ويدعو أربكان كلَّ عام عددًا من القادة والعلماء والدعاة الإسلاميين من أنحاء العالم العربي والإسلامي، وقد سعدت بالمشاركة في هذه المناسبة مرتين، ألقيت في كلٍّ منهما كلمة مناسبة ترجمت للجماهير، التي قابلتها بالحماسة والهتاف: الله أكبر، الله أكبر.
رجب الطيب أردوغان:
وفي إحدى المرتين قدم الشاب الناهض النابض، رجل الإصلاح والتجديد، رئيس بلدية إستانبول المنتخب: رجب الطيب أردوغان، فاستقبله الجمهور بالتصفيق الحاد، والهتاف المتعالي؛ دلالةً على ما يكنه الشعب له من حب وتقدير. وكانت العلاقة بينه وبين أستاذه أربكان على أحسن ما يرام، ثم اختلف الاجتهاد، فاختلف الطريق.