قال العلامة الدكتور يوسف القرضاوي بضرورة ارتباط السياسة بالمبادئ والأخلاق؛ لأن السياسة جزء من الدين، ونبه إلى ضرورة تجنب المبالغة في الاهتمام بها على حساب الدين.
وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الحلقة الماضية من برنامج الشريعة والحياة على قناة الجزيرة، والتي دارت حول "السياسة والاستبداد وسؤال الأخلاق"، إن السياسة جزء من الدين، وخطًّأ مقولة "لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين".
ونبه إلى ضرورة تجنب المبالغة في الاهتمام بالسياسة على حساب الدين والأخلاق والقيم، فيجب أن نعطي كل شيء حقه.
وقال "نعيب على بعض الإسلاميين الانشغال الكلي بالسياسة ونسيان الأمور الأخرى.. لا نريد المبالغات، نريد الوسطية الإسلامية".
وأرشد الشيخ القرضاوي إلى أن الإصلاح السياسي يبدأ من أسفل، بتعليم الشعب وتطهيره من الرذائل، فإن شر ما يبتلى به الناس هو الحكم الاستبدادي، فهو يفسد الدين والاقتصاد والاجتماع، وكل شيء.
وذكر أن الإسلام في جوهره رسالة أخلاقية، يريد من الإنسان أن يكون أخلاقيا، بمعنى أن يتحلى بالفضائل ويتخلص من الرذائل، لافتا إلى قوله صلى الله عليه وسلم "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، ومشددا على فضيلة "الصدق" كمطلب أساسي لكل سياسي.
وبين فضيلته أن ما استعاذ منه الإمام محمد عبده هو "السياسة العملية" حيث وقف -رحمه الله- ضد الاستبداد، وطلب السياسة العادلة التي جاء بها القرآن والسنة، والتي تقوم على الكتاب الميزان {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ..} (الحديد:25)