دعا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي أهل مصر جميعا مسلمين ومسيحيين وأحزابا إلى اصلاح ذات البين والبعد عن الكبرياء، والتمسك بالأخوة، والاجتماع على كلمة العمل؛ للتمكن من إعادة بناء مصر من جديد.

وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في خطبة الجمعة 15صفر 1434هـ - 28 ديسمبر2012م بالجامع الأزهر الشريف، "اذكروا ما يجمع ولا تذكروا ما يفرق، وليضع الأخ يده في يد أخيه، وأن نصلح ذات البين، وأن يعرض كل منا عن الكبرياء والغرور.. والوقوف صفا واحدا لبناء مصر".

وعبر عن أسفه وحزنه الشديد من الخلاف وما أحدثه بين أبناء الوطن الواحد، وقال "ما الذي جرى يا أهل مصر حتى يعادي بعضكم بعضا (..) أدعو أهل مصر جميعا، المسلمين والمسيحيين وكل الأحزاب إلى أن يقف الجميع صفا واحد لنبني بلدنا.. حرام علينا، والله حرام أن نترك بلدنا تتهدم ونحن ننظر إليها ونريد أن نقيمها معركة!! لماذا يا قوم؟!.. لماذا لا يسع بعضنا بعضا.. الكل يخطيء، ولا مانع من أن نخطيء، ولكن لا نتشبث بالخطأ.. نحاول أن نصلح خطأنا".

وحمل الجميع مسئولية العمل على جمع الكلمة على العمل من أجل بناء مصر واستدراك ما فاتها. ودعا بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية إلى الوحدة بقوله "أدعو البابا تواضروس أن يدعوا إخوانه أن يصطفوا مع المسلمين.. بلدنا تريد أن تبني نفسها".

العمل

ونبه الشيخ القرضاوي إلى أن "بلدنا يحتاج إلى عمل.. بالعمل نرفع قيمة وقامة هذا البلد.. الخطأ عند الجميع، ولكن كلنا نقدر على أن نصلح الخطأ، بأن نتوب إلى الله، وأن نعتصم بحبل الله المتين (..) وأن ننظر في أمورنا كلها في ضوء المصالح العليا لهذه الأمة ولهذا الشعب العظيم".

ودعا إلى الحوار والجدال بالتي هي أحسن، والذي هو منهج القرآن الكريم، لافتا إلى أن "الأمة العربية والإسلامية تنظر إلى مصر باعتبارها القدوة".

وأرشد القرضاوي إلى أن "القرآن يريدنا أن نكون لُحمة واحدة، جسدا واحد، وأول عناصر الأخوة المحبة، وثانيها الوحدة، ولا تتم الأخوة إلا بالتعاون والتناصر والتضامن".

وقال "ندعو أمتنا عامة، وأهلنا في مصر خاصة، أن يتمسكوا بهذا القرآن العظيم وبمبادئه العليا، ومن أعظم ما جاء به نعمة الإخاء"، وذكر بقوله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}، {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا..}.