أكد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي على أهمية علاقة الأخوة التي أكد عليها القرآن الكريم وأعلى من شأنها وجعلها أمَّ العلائق بين الناس، خصوصًا بين الإخوة الذين تجمعهم عائلة واحدة.
وأرشد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في خطبة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة، إلى ضرورة مراعاة وأداء حق الأخوة؛ بأن لا يحمل الأخ لأخيه إلا كل خير ويمنع عنه كل شرّ، وينصره في الأزمات ويبعد عنه الأضرار.
وأشار إلى أنّ القرآن الكريم ذكر نوعين من الأخوة، الأولى: الأخوة الخاصة، والثانية: الأخوة العامة مثل: الأخوة الدينية، والأخوة القومية، والأخوة في الإنسانية.
وذكر فضيلته ما ورد في القرآن الكريم من نماذج للأخوة، خيرة أو سيئة، ومن مثل الأخيرة: قصة ابني آدم عليه السلام، قابيل وهابيل، لافتا إلى أن في قصتهما تتمثل أخطر قضايا البشر.
واستدلّ من القصة على أن النفس الأمّارة بالسوء هي التي دفعت ابن آدم لقتل أخيه. وكانت الحادثة أول جريمة قتل في الأرض. ولفت إلى أن القتيل كفكف نفسه وزجرها بتقوى الله والخوف من رب العالمين.
وخلص إلى أنّ مرتكب أول جريمة قتل فى التاريخ يتحمّل جزء من وزر كل جرائم القتل التى وقعت بعدها إلى يوم القيامة، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقتل نفس ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها؛ لأنه كان أول من سنّ القتل".
وتحدّث الشيخ القرضاوي كذلك عن الأخوة في قصة يوسف عليه السلام، مبينًا أنّ من يتحلّى بخلق الصبر لا يضيع أبدًا، مستشهدًا بقوله تعالى: "إِنَّهُ مَنَّ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ".
كما عرض لبعض مواقف الأخوة في قصة موسى وأخيه هارون عليهما السلام، لافتا إلى أن الإنسان إذا كان مكلفًا بمهمّة كبيرة عليه أن يدعو الله أن ييسر له كما دعا موسى ربّه قائلاً: "رب اشرح لي صدري ويسِّر لي أمري".
وتوقّف عند بعض المحطات في قصة موسي، منها قول الله عز وجل لموسى وهارون: "فقولا له قولاً لينًا" حيث أمرهم باتباع المنهج الأفضل لدعوة فرعون، لافتا أن الكلمة الطيبة تؤثّر فى الإنسان ولو كان "فرعون".